ثم دخلت سنة عشر وأربعمائة
[ ذكر ] القبض على الوزير ابن ماكولا
في هذه السنة قبض الملك على وزيره جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة أبي سعد عبد الواحد بن علي بن ماكولا ، وكان ابن عمه كاتبا فاضلا ، وكان يعرض أبو جعفر محمد بن مسعود الديلم لعضد الدولة ، ولأبي سعد شعر منه :
وإن لقائي للشجاع لهين ولكن حمل الضيم منه شديد إذا كان قلب القرن ينبو عن الوغى
فإن جناني جلمد وحديد
[ الوفيات ]
وثاب بن سابق النميري ، صاحب حران ، وفيها توفي وأبو الحسن بن أسد الكاتب ، وأبو بكر محمد بن عبد السلام الهاشمي القاضي بالبصرة ، وأبو الفضل ( عبد الواحد بن عبد العزيز ) التميمي ، ( الفقيه الحنبلي البغداذي ) ، عم أبي محمد .
قال أبو الفضل : سمعت أبا الحسن بن القصاب الصوفي قال : دخلت أنا وجماعة إلى البيمارستان ببغداذ ، فرأينا شابا مجنونا شديد الهوس فولعنا به ، فرد بفصاحة وقال : انظروا إلى شعور مطررة . وأجساد معطرة . . . وقد جعلوا اللهو صناعة .
[ ص: 657 ] واللعب بضاعة . وجانبوا العلم رأسا . فقلت : أتعرف شيئا من العلم فنسألك ؟ قال : نعم إن عندي علما جما ، فاسألوني .
فقال بعضنا : من الكريم في الحقيقة ؟ قال : من رزق أمثالكم ، وأنتم لا تساوون ثومة . فأضحكنا . فقال آخر : من أقل الناس شكرا ؟ فقال : من عوفي من بلية ثم رآها في غيره فترك الاعتبار ، فإن الشكر عليها واجب . فأبكانا بعد أن أضحكنا . فقلنا : ما الظرف ؟ قال : خلاف ما أنتم عليه . ثم قال : اللهم إن لم ترد عقلي ، فرد يدي لأصفع كل واحد منهم صفعة ! فتركناه وانصرفنا .
وفيها مات الأصيفر المنتفقي الذي كان يؤذي الحاج في طريقهم ، ، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ الأصبهاني ، قدم على وعبد الصمد بن بابك ( أبو القاسم ) الشاعر فقال : أنت الصاحب بن عباد ابن بابك فقال : أنا ابن بابك ، فاستحسن قوله .