[ ص: 57 ] ذكر ملك  طهمورث  
 زعمت الفرس  أنه ملك بعد موت  أوشهنج  طهمورث بن ويونجهان  ، يعني خير أهل الأرض ،  ابن حبايداد بن أوشهنج  ، وقيل في نسبه غير ذلك . 
وزعم الفرس  أيضا أنه ملك الأقاليم السبعة وعقد على رأسه تاجا ، وكان محمودا في ملكه مشفقا على رعيته ، وأنه ابتنى سابور من فارس  ونزلها وتنقل في البلدان ، وأنه وثب بإبليس حتى ركبه فطاف عليه في أداني الأرض ، وأقاصيها ، وأفزعه ومردته حتى تفرقوا ، وكان أول من اتخذ الصوف ، والشعر للبس  ، والفرش وأول من اتخذ زينة الملوك من الخيل ، والبغال ، والحمير ، وأمر باتخاذ الكلاب فحفظ المواشي وغيرها ، وأخذ الجوارح للصيد ، وكتب بالفارسية ، وأن  بيوراسب  ظهر في أول سنة من ملكه ودعا إلى ملة الصابئين . 
كذا قال  أبو جعفر  ، وغيره من العلماء : إنه ركب إبليس وطاف عليه ، والعهدة عليهم ، وإنما نحن نقلنا ما قالوه . 
قال   ابن الكلبي     : أول ملوك الأرض من بابل  طهمورث  ، وكان لله مطيعا ، وكان ملكه أربعين سنة ، وهو أول من كتب بالفارسية ، وفي أيامه عبدت الأصنام ، وأول ما عرف الصوم في ملكه    . وسببه أن قوما فقراء تعذر عليهم القوت فأمسكوا نهارا ، وأكلوا ليلا ما يمسك رمقهم ، ثم اعتقدوه تقربا إلى الله وجاءت الشرائع به   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					