[ ص: 436 ]   272 
ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين ومائتين 
ذكر الحرب بين  أذكوتكين  ومحمد بن زيد العلوي   
في هذه السنة ، منتصف جمادى الأولى ، كانت حرب شديدة بين  أذكوتكين  وبين  محمد بن زيد العلوي  ، صاحب طبرستان  ، ثم سار  أذكوتكين  من قزوين  إلى الري  ، ومعه أربعة آلاف فارس ، وكان مع  محمد بن زيد  من الديلم  ، والطبرية  والخراسانية  عالم كبير ، فاقتتلوا ، فانهزم عسكر  محمد بن زيد  ، وتفرقوا ، وقتل منهم ستة آلاف وأسر ألفان ، وغنم  أذكوتكين  ، وعسكره من أثقالهم ، وأموالهم ، ودوابهم شيئا لم يروا مثله ، ودخل  أذكوتكين  الري فأقام بها ، وأخذ من أهلها مائة ألف ألف دينار ، وفرق عماله في أعمال الري . 
ذكر عدة حوادث 
فيها وقع بين  أبي العباس بن الموفق  وبين  يازمان  بطرسوس  ، فثار أهل طرسوس   بأبي العباس  فأخرجوه ، فسار إلى بغداذ في النصف من المحرم . 
وفيها توفي   سليمان بن وهب  في جيش  الموفق  في صفر . 
وفيها خرج خارجي بطرق خراسان  ، وسار إلى دسكرة الملك فقتل . 
 [ ص: 437 ] وفيها دخل  حمدان بن حمدون  ،  وهارون الشاري  مدينة الموصل  ، وصلى بهم الشاري في جامعها . 
وفيها نقب المطبق من داخله ، وأخرج منه  الذوائبي العلوي  ، وفتيان معه ، فركبوا دواب أعدت لهم وهربوا ، فأغلقت أبواب بغداذ  ، فأخذ  الذوائبي  ، ومن معه ، فأمر  الموفق  ، وهو بواسط  ، أن تقطع يده ، ورجله من خلاف ، فقطع . 
وفيها قدم   صاعد بن مخلد  من فارس  إلى واسط  ، فأمر  الموفق  جميع القواد أن يستقبلوه ، فاستقبلوه ، وترجلوا له ، وقبلوا يده ، وهو لا يكلمهم كبرا وتيها ، ثم قبضالموفق  عليه وعلى جميع أهله وأصحابه ، ونهب منازلهم بعد أيام ، وكان قبضه في رجب ، وقبض ابناه  أبو عيسى  ،  وصالح  ، وأخوه  عبدون  ببغداذ  ، واستكتب مكانه   أبا الصقر إسماعيل بن بلبل  ، اقتصر به على الكتابة دون غيرها . 
( وفيها نزل بنو شيبان  ، ومن معهم بين الزانين  من أعمال الموصل  ، عاثوا في البلد ، وأفسدوا ، وجمع  هارون الخارجي  على قصدهم ، وكتب إلى  حمدان ابن حمدون التغلبي  في المجيء إليه ، إلى الموصل  ، فسار  هارون  نحو الموصل  ، وسار  حمدان  ، ومن معه إليه ، فعبروا إليه بالجانب الشرقي من دجلة  ، وساروا جميعا إلى نهر الخازر  ، وقاربوا حلل بني شيبان   ، فواقعته طليعة لبني شيبان  على طليعة  هارون  ، فانهزمت طليعة  هارون  ، وانهزم  هارون  ، وجلا أهل نينوى  عنها ، إلا من تحصن بالقصور ) . 
وفيها زلزلت مصر  في جمادى الآخرة زلزلة شديدة أخربت الدور والمسجد الجامع ، وأحصي بها في يوم واحد ألف جنازة . 
 [ ص: 438 ] وفيها غلا السعر ببغداذ  ، وكان سببه أن أهل سامرا  منعوا من انحدار السفن بالطعام ، ومنع  الطائي  أرباب الضياع من الدياس  ليغلوا الأسعار ، ومنع أهل بغداذ   عن سامرا الزيت ، والصابون ، وغير ذلك ، واجتمعت العامة ، ووثبوا  بالطائي  ، فجمع أصحابه ، وقاتلهم ، فجرح بينهم جماعة ، وركب   محمد بن طاهر  وسكن الناس ، وصرفهم عنه . 
وفيها توفي  إسماعيل بن برية الهاشمي  في شوال . 
وعبيد الله بن عبد الله الهاشمي     . 
وفيها تحركت الزنج  بواسط  ، وصاحوا : أنكلاي ، يا  منصور  ، وكان هو  والمهلبي  ،  وسليمان بن جامع  ، وجماعة من قوادهم في حبس  الموفق  ببغداذ  ، وكتب  الموفق  بقتلهم ، فقتلوا ، وأرسلت رءوسهم إليه ، وصلبت أبدانهم ببغداذ    . 
وفيها صلح أمر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتراجع الناس إليها . 
وفيها غزا الصائفة  يازمان  ، وحج بالناس  هارون بن محمد بن إسحاق     . 
( وفيها سير صاحب الأندلس  إلى  ابن مروان الجليقي  ، وهو بحصن أشير غرة  ، فحصروه وضيقوا عليه ، وسير جيشا آخر إلى محاربة  عمر بن حفصون  بحصن بربشتر    . 
وفيها انفضت الهدنة بين  سوادة  أمير صقلية  والروم  ، فأخرج  سوادة  السرايا إلى بلد الروم  بصقلية  ، فغنمت وعادت . 
وفيها قدم من القسطنطينية  بطريق ، يقال له أنجفور  ، في عسكر كبير ، فنزل على مدينة سبرينة  فحصرها ، وضيق على من بها من المسلمين ، فسلموها على أمان ولحقوا   [ ص: 439 ] بأرض صقلية  ، ثم وجه أنجفور  عسكرا إلى مدينة منتية  ، فحصرها ، حتى سلمها أهلها بأمان ( إلى بلرم  من صقلية    ) . 
[ الوفيات    ] وفيها مات   أبو بكر محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطي ، المعروف بكيجلة  ، وهو من أصحاب   يحيى بن معين  ، وهو لقبه . 
وفيها توفي   أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي  ، وهو يروي " مغازي   ابن إسحاق     " عن  يونس  ، عن   ابن إسحاق  ، ومن طريقه سمعناه . 
وفيها توفي  إبراهيم بن الوليد بن الجشاش     . 
وفيها توفي  شعيب بن بكار الكاتب  ، وله حديث عن   أبي عاصم النبيل     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					