[ ص: 274 ]   357 
ثم دخلت سنة سبع وخمسين وثلاثمائة 
ذكر عصيان  حبشي بن معز الدولة  على  بختيار  بالبصرة  وأخذه قهرا  
في هذه السنة عصى  حبشي بن معز الدولة  على أخيه  بختيار  ، وكان بالبصرة    ( لما مات والده ، فحسن له من عنده من أصحابه الاستبداد بالبصرة    ) ، وذكروا له أن أخاه  بختيار  لا ( يقدر على قصده ) ، فشرع في ذلك ، فانتهى الخبر إلى أخيه ، فسير وزيره   أبا الفضل العباس بن الحسين  إليه ، وأمره بأخذه كيف أمكن ، فأظهر الوزير أنه يريد الانحدار إلى الأهواز    . 
ولما بلغ واسط  أقام بها ليصلح أمرها ، وكتب إلى  حبشي  يعده أنه يسلم إليه البصرة  سلما ، ويصالحه عليها ، ويقول له : إنني قد لزمني مال على الوزارة ، ولا بد من مساعدتي ، فأنفذ إليه  حبشي  مائتي ألف درهم ، وتيقن حصول البصرة  له ، وأرسل الوزير إلى عسكر الأهواز  يأمرهم بقصد الأبلة  في يوم ذكره لهم ، ( وسار هو من واسط  نحو البصرة  ، فوصلها هو وعسكر الأهواز  لميعادهم ، فلم يتمكن  حبشي  من إصلاح شأنه وما يحتاج إليه ، فظفروا به وأخذوه أسيرا وحبسوه برامهرمز  ، فأرسل عمه  ركن الدولة  وخلصه ، فسار إلى  عضد الدولة  ، فأقطعه إقطاعا وافرا ، وأقام عنده ركن إلى أن مات في آخر سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وأخذ الوزير من أمواله بالبصرة  شيئا كثيرا ، ومن جملة ما أخذ له خمسة عشر مجلدا سوى الأجزاء والمسرس وما ليس له جلد . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					