[ ص: 311 ]   180 
ثم دخلت سنة ثمانين ومائة 
ذكر وفاة  هشام   
وفيها مات   هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان  ، صاحب الأندلس  ، في صفر ، وكانت إمارته سبع سنين وسبعة أشهر ، وكان عمره تسعا وثلاثين سنة وأربعة أشهر ، وكنيته  أبو الوليد  ، وكانت أمه أم ولد . 
كان أبيض أشهل ، مشربا بحمرة ، بعينيه حول ، وخلف خمسة بنين ، وكان عاملا حازما ، ذا رأي وشجاعة وعدل ، خيرا ، محبا لأهل الخير والصلاح ، شديدا على الأعداء ، راغبا في الجهاد . 
ومن أحسن عمله أنه أخرج مصدقا يأخذ الصدقة على كتاب الله وسنة نبيه أيام ولايته ، وهو الذي تمم بناء الجامع بمدينة قرطبة  ، وكان أبوه قد مات قبل فراغه منه ، وبنى مساجد معه ، وبلغ من عز الإسلام في أيامه وذل الكفر أن رجلا مات في أيامه ، فأوصى أن يفك أسير من المسلمين من تركته ، فطلب ذلك ، فلم يوجد في دار الكفار أسير يشترى ويفك لضعف العدو وقوة المسلمين . 
( ومناقبه كثيرة قد ذكرها أهل الأندلس   كثيرا ، وبالغوا حتى قالوا كان يشبه في سيرته   بعمر بن عبد العزيز  ، رحمه الله ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					