ذكر إبراهيم بن موسى وفي هذه السنة وجه ما فعله إبراهيم بن موسى بن جعفر من اليمن رجلا من ولد ( في جند ) ليحج بالناس ، فسار عقيل بن أبي طالب حتى أتى بستان العقيلي ابن عامر ، فبلغه أن قد حج في جماعة من القواد ، فيهم أبا إسحاق المعتصم حمدويه بن علي بن عيسى بن ماهان ، وقد استعمله على الحسن بن سهل اليمن ، فعلم أنه لا يقوى بهم ، فأقام ببستان العقيلي ابن عامر ، فاجتاز قافلة من الحاج ، ومعهم كسوة الكعبة وطيبها ، فأخذ أموال التجار وكسوة الكعبة وطيبها ، وقدم الحجاج مكة عراة منهوبين .
فاستشار المعتصم أصحابه ، فقال الجلودي : أنا أكفيك ذلك . فانتخب مائة رجل ، وسار بهم إلى ، فصحبهم ، فقاتلهم فانهزموا ، وأسر أكثرهم ، وأخذ كسوة العقيلي الكعبة وأموال التجار ، إلا ما كان مع من هرب قبل ذلك ، فرده وأخذ الأسرى ، فضرب كل واحد منهم عشرة أسواط وأطلقهم ، فرجعوا إلى اليمن يستطعمون الناس ، فهلك أكثرهم في الطريق .