ذكر قبض إبراهيم بن المهدي على عيسى بن محمد  
وفي هذه السنة ، في آخر شوال ، حبس   إبراهيم بن المهدي  عيسى بن محمد بن أبي خالد     . 
وسبب ذلك أن  عيسى  كان يكاتب  حميدا   والحسن بن سهل  ، وكان يظهر  لإبراهيم  الطاعة ، وكان كلما قال له  إبراهيم  ليخرج إلى قتال  أحمد  يعتذر بأن الجند يريدون أرزاقهم ، ومرة يقول : حتى تدرك الغلة . فلما توثق  عيسى  بما يريد ، فارقهم على أن يدفع   [ ص: 505 ] إليهم   إبراهيم بن المهدي  يوم الجمعة سلخ شوال . 
وبلغ الخبر  إبراهيم  ، أبلغه  هارون بن محمد أخو عيسى  ، وجاء  عيسى  إلى باب الجسر ، فقال للناس : إني قد سألت  حميدا  ألا يدخل عملي ، ( ولا أدخل عمله ) ، ثم أمر بحفر خندق بباب الجسر  وباب الشام    . 
وبلغ  إبراهيم  قوله وفعله ، وكان  عيسى  قد سأله  إبراهيم  أن يصلي الجمعة بالمدينة  ، فأجابه إلى ذلك ، فلما تكلم  عيسى  بما تكلم حذر  إبراهيم  ، وأرسل إلى  عيسى  يستدعيه ، فاعتل عليه ، فتابع الرسل بذلك ، فحضر عنده بالرصافة  ، فلما دخل عليه عاتبه ساعة ،  وعيسى  يعتذر إليه وينكر بعضه ، فأمر به  إبراهيم  فضرب وحبس ، وأخذ عدة من قواده وأهله ، فحبسهم ونجا بعضهم ، وفيمن نجا خليفته  العباس     . 
ومشى بعض أهله إلى بعض ، وحرضوا الناس على  إبراهيم  ، وكان أشدهم  العباس  خليفة  عيسى  ، وكان هو رأسهم ، فاجتمعوا وطردوا عامل  إبراهيم  على الجسر  والكرخ  وغيره ، وظهر الفساق والشطار ، وكتب  العباس  إلى  حميد  أن يقدم عليهم حتى يسلموا إليه بغداذ    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					