[ ص: 564 ]   215 
ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائتين 
ذكر غزوة   المأمون  إلى الروم   
في هذه السنة سار (   المأمون  إلى الروم ) في المحرم ، فلما سار استخلف على بغداذ  إسحاق بن إبراهيم بن مصعب  ، وولاه مع ذلك السواد  ، وحلوان  ، وكور دجلة  ، فلما صار   المأمون  بتكريت  قدم عليه  محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب     - عليه السلام - فلقيه بها ، فأجاره ، وأمره بالدخول بابنته أم الفضل  ، وكان زوجها منه ، فأدخلت عليه ، فلما كان أيام الحج سار بأهله إلى المدينة فأقام بها . 
وسار   المأمون  على طريق الموصل  حتى صار إلى منبج  ، ثم إلى دابق  ، ثم إلى أنطاكية  ، ثم إلى المصيصة  وطرسوس  ، ودخل منها إلى بلاد الروم  في جمادى الأولى ، ودخل ابنه  العباس  من ملطية  ، فأقام   المأمون  على حصن قرة  حتى افتتحه عنوة ، وهدمه لأربع بقين من جمادى الأولى . 
وقيل : إن أهله طلبوا الأمان فأمنهم   المأمون  ، وفتح قبله حصن ماجدة  بالأمان ، ووجه  أشناس  إلى حصن سندس  ، فأتاه برئيسه ، ( ووجه  عجيفا  وجعفرا الخياط  إلى صاحب حصن سناذ  ، فسمع وأطاع . 
وفيها عاد )  المعتصم  من مصر  ، فلقي   المأمون  قبل دخوله الموصل  ، ولقيه   [ ص: 565 ] منويل  ،  وعباس بن المأمون  برأس عين    . 
وفيها توجه   المأمون  بعد خروجه من بلاد الروم  إلى دمشق    . 
وحج بالناس  عبد الله بن عبد الله بن العباس بن محمد     . 
[ الوفيات    ] 
وفيها توفي   قبيصة بن عقبة السوائي  ،  وأبو يعقوب إسحاق بن الطباع الفقيه  ،   وعلي بن الحسن بن شقيق صاحب ابن المبارك  ،  وثابت بن محمد الكوفي العابد المحدث  ،  وهوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي بكرة أبو الأشهب  ،  وأبو جعفر محمد بن الحارث الموصلي  ،   وأبو سليمان الداراني الزاهد  ، توفي بداريا  ،   [ ص: 566 ]  ومكي بن إبراهيم التميمي البلخي  ببلخ  ، وهو من مشايخ   البخاري  في صحيحه ، وقد قارب مائة سنة . 
وأبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري اللغوي النحوي  ، وكان عمره ثلاثا وتسعين سنة . 
وفيها توفي   عبد الملك بن قريب بن عبد الملك أبو سعيد الأصمعي اللغوي البصري  ، وقيل : سنة ست عشرة . 
 ومحمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					