ذكر عدة حوادث
في هذه السنة أصاب الحجاج في العود عطش عظيم ، فبلغت الشربة عدة دنانير ، ومات منهم خلق كثير .
( وفيها غدر موسى بالأندلس ، وخالف على عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس ، بعد أن كان قد وافقه ، وأطاعه ، وسير إليه عبد الرحمن جيشا مع ابنه محمد .
وفيها كان بالأندلس مجاعة شديدة ، وقحط عظيم ، وكان ابتداؤه سنة اثنتين وثلاثين ، فهلك فيه خلق كثير من الآدميين والدواب ، ويبست الأشجار ، ولم يزرع الناس شيئا ، فخرج الناس هذه السنة يستسقون ، فسقوا ، وزرعوا ، وزال عن الناس القحط ) .
وفيها ولي إبراهيم بن محمد بن مصعب بلاد فارس .
[ ص: 111 ] ( وفيها الموصل [ وهلك ] فيها خلق ، قيل : كانوا نحو مائة ألف إنسان ، وكان سبب ذلك أن المطر جاء بها عظيما لم يسمع بمثله ، بحيث أن بعض أهلها جعل سطلا عمقه ذراع في سعة ذراع ، فامتلأ ثلاث دفعات في نحو ساعة ، وزادت غرق كثير من دجلة زيادة عظيمة ، فركب الماء الربض الأسفل ، وشاطئ نهر سوق الأربعاء ، فدخل كثيرا من الأسواق ، فقيل : إن أمير الموصل ، وهو غانم بن حميد الطوسي ، كفن ثلاثين ألفا ، وبقي تحت الهدم خلق كثير لم يحملوا سوى من حمله الماء ) .
( وفيها أمر الواثق بترك أعشار سفن البحر ) .
[ ] الوفيات
وفيها توفي ، الحكم بن موسى ، مصنف الصوايف وغيرها ، ومحمد بن عائذ الدمشقي ويحيى بن يحيى الغساني الدمشقي ، وقيل : سنة ثلاث وثلاثين ، وقيل : غير ذلك .
وأبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم النحوي اللغوي ، أخذ العلم عن أبي عبيدة ، . والأصمعي
وفيها توفي عمرو الناق .