في هذه السنة قدم بغا الشرابي بابن البعيث في شوال ، وبخليفته أبي الأغر ، وبأخويه صقر وخالد ، وكاتبه العلاء ، وجماعة من أصحابه ، فلما قربوا من سامرا حملوا على الجمال ليراهم الناس ، فلما أحضر ابن البعيث بين يدي المتوكل أمر بضرب عنقه ، فجاء السياف ، وسبه المتوكل ، وقال : ما دعاك إلى ما صنعت ؟ قال : الشقوة ، وأنت الحبل الممدود بين الله وبين خلقه ، وإن لي فيك لظنين أسبقهما إلى قلبي أولاهما بك ، وهو العفو ، ثم قال بلا فصل :
أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي إمام الهدى والصفح بالمرء أجمل وهل أنا إلا جبلة من خطيئة
وعفوك من نور النبوة يجبل فإنك خير السابقين إلى العلى
ولا شك أن خير الفعالين تفعل
كم قد قضيت أمورا كان أهملها غيري وقد أخذ الإفلاس بالكظم
لا تعذليني فمالي ليس ينفعني إليك عني جرى المقدار بالقلم
سأتلف المال في عسر وفي يسر إن الجواد الذي يعطي على العدم