ذكر عدة حوادث 
وفي هذه السنة أمر المتوكل أهل الذمة بلبس الطيالسة العسلية  ، وشد الزنانير ، وركوب السروج بالركب الخشب ، وعمل كرتين في مؤخر السروج ، وعمل رقعتين على لباس مماليكهم مخالفتين لون الثوب ، كل واحدة منها قدر أربع أصابع ، ولون كل واحدة منها غير لون الأخرى ، ومن خرج من نسائهم تلبس إزارا عسليا ، ومنعهم من لباس المناطق ، وأمر بهدم بيعهم المحدثة ، وبأخذ العشر من منازلهم ، وأن يجعل على   [ ص: 127 ] أبواب دورهم صور شياطين من خشب ، ونهى أن يستعان بهم في أعمال السلطان ، ولا يعلمهم مسلم ، وأن يظهروا في شعانينهم صليبا ، وأن يستعملوه في الطريق ، وأمر بتسوية قبورهم مع الأرض ، وكتب في ذلك إلى الآفاق . 
  [ الوفيات ] 
وفيها توفي  إسحاق بن إبراهيم ( بن الحسين بن مصعب ) المصعبي  ، ( وهو ابن أخي   طاهر بن الحسين     ) ، وكان صاحب الشرطة ( ببغداذ  أيام   المأمون  ،  والمعتصم  ،  والواثق  ،  والمتوكل     ) ، ولما مرض أرسل إليه  المتوكل  ابنه  المعتز  مع جماعة من القواد يعودونه ، وجزع  المتوكل  لموته . 
وفيها مات   الحسن بن سهل  ، كان شرب دواء ، فأفرط عليه ، فحبس الطبع ، فمات ، وكان موته وموت  إسحاق بن إبراهيم  في ذي الحجة في يوم واحد ، وقيل : مات  الحسن  في سنة ست وثلاثين . 
  [ بقية الحوادث ] 
وفيها في ذي الحجة تغير ماء دجلة إلى الصفرة ثلاثة أيام ، ففزع الناس ، ثم صار في لون ماء المدود . 
وفيها أتى  المتوكل  يحيى بن عمر بن يحيى بن زيد بن علي بن الحسن ( بن علي بن أبي طالب  عليه السلام ) . ( وكان قد جمع جمعا ببعض النواحي ، فأخذ ) ، وحبس ، وضرب . 
 [ ص: 128 ] وحج بالناس هذه السنة   محمد بن داود     . 
  [ بقية الوفيات ] 
وفيها مات  إسحاق بن إبراهيم الموصلي  ، صاحب الألحان والغناء ، وكان فيه علم وأدب ، وله شعر جيد . 
وعبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري  في ذي الحجة . 
 وإسماعيل بن علية  ،  ومنصور بن أبي مزاحم  ،   وسريج بن يونس أبو الحارث     . 
(  سريج     : بالسين المهملة والجيم ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					