وفيها غضب المتوكل على ، وقبض ضياعه وأملاكه ، وحبس ابنه أحمد بن أبي دؤاد أبا الوليد ، وسائر أولاده ، فحمل أبو الوليد مائة ألف وعشرين ألف دينار ، وجواهر قيمتها عشرون ألف دينار ، ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم ، وأشهد عليهم جميعا ببيع أملاكهم .
وكان أبوهم قد فلج ، وأحضر أحمد بن أبي دؤاد المتوكل من يحيى بن أكثم بغداد إلى سامرا ، ورضي عنه ، وولاه قضاء القضاة ، ثم ولاه المظالم ، فولى قضاء الشرقية يحيى بن أكثم حيان بن بشر ، وولى قضاء الجانب الغربي ، وكلاهما أعور ، فقال سوار بن عبد الله العنبري الجماز :
رأيت من الكبائر قاضيين هما أحدوثة في الخافقين هما اقتسما العمى نصفين قدا
كما اقتسما قضاء الجانبين وتحسب منهما من هز رأسا
لينظر في مواريث ودين كأنك قد وضعت عليه دنا
وفتحت بزاله من فرد عين [ ص: 135 ] هما فأل الزمان بهلك يحيى
إذ افتتح القضاء بأعورين