ذكر عدة حوادث
في هذه السنة عبيد الله بن إسحاق بن إبراهيم بغداد ومعاون السواد . ولي
وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خراسان في ربيع الأول ، فولي الجزية ، والشرطة ، وخلافة المتوكل ببغداذ ، وأعمال السواد وأقام بها .
وفيها عزل أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد عن المظالم ، وولاها محمد بن [ ص: 139 ] يعقوب المعروف بابن الربيع .
وفيها أمر المتوكل بإنزال جثة ، ودفعه إلى أوليائه ، فحمل إلى أحمد بن نصر الخزاعي بغداد ، وضم رأسه إلى بدنه ، وغسل ، وكفن ، ودفن ، واجتمع عليه من العامة ما لا يحصى يتمسحون به .
وكان المتوكل لما ولي نهى عن الجدال في القرآن وغيره ، وكتب إلى الآفاق بذلك .
وغزا الصائفة في هذه السنة علي بن يحيى الأرمني .
وحج بالناس فيها علي بن عيسى بن جعفر بن المنصور وكان والي مكة .
وفيها قام رجل بالأندلس بناحية الثغور وادعى النبوة ، وتأول القرآن على غير تأويله ، فتبعه قوم من الغوغاء ، فكان من شرائعه أنه كان ينهى عن قص الشعر وتقليم الأظفار ، فبعث إليه عامل ذلك البلد ، فأتي به ، وكان أول ما خاطبه به أن دعاه إلى اتباعه ، فأمره العامل بالتوبة ، فامتنع ، فصلبه .
وفيها سارت جيوش المسلمين إلى بلاد المشركين ، فكانت بينهم وقعة عظيمة كان الظفر فيها للمسلمين ، وهي الوقعة المعروفة بوقعة البيضاء ، ومشهورة بالأندلس .
[ الوفيات ]
وفيها توفي العباس بن الوليد المديني بالبصرة ، ، [ ص: 140 ] وعبد الأعلى بن حماد النرسي . وعبيد الله بن معاذ العنبري
( النرسي : بالنون والراء والسين المهملة ) .