ذكر الأهواز وغيرها استيلاء يعقوب على
وفيها أقبل يعقوب بن الليث من فارس ، فلما بلغ النوبندجان انصرف أحمد بن الليث عن تستر ، فلما بلغ يعقوب جنديسابور ونزلها ، ارتحل عن تلك الناحية كل من بها من عسكر الخليفة ، ووجه إلى الأهواز رجلا من أصحابه يقال [ له ] الخضر بن العنبر ، فلما قاربها خرج عنها علي بن أبان ومن معه من الزنج ، فنزل نهر السدرة ، ودخل الخضر الأهواز ، وجعل أصحابه ، وأصحاب علي بن أبان يغير بعضهم على بعض ، ويصيب بعضهم من بعض ، إلى أن استعد علي بن أبان وسار إلى الأهواز ، فأوقع بالخضر ومن معه وقعة قتل فيها من أصحاب الخضر خلقا كثيرا ، وأصاب الغنائم الكثيرة ، وهرب الخضر ومن معه إلى عسكر مكرم .
وأقام علي بالأهواز ليستخرج ما كان فيها ، ورجع إلى نهر السدرة ، وسير طائفة إلى [ ص: 347 ] دورق ، وأوقعوا بمن كان هناك من أصحاب يعقوب ، وأنفذ يعقوب إلى الخضر مددا ، وأمره بالكف عن قتال الزنج ، والاقتصار على المقام بالأهواز ، فلم يجبهم علي إلى ذلك دون نقل طعام كان هناك ، فأجابه يعقوب إليه ، فنقله ، وترك العلف الذي كان بالأهواز وكف بعضهم عن بعض .