[ ص: 453 ]   276 
ثم دخلت سنة ست وسبعين [ ومائتين ] 
في هذه السنة جعلت شرطة بغداذ  إلى  عمر بن الليث   ، وكتب اسمه على الأعلام ، والترسة وغيرها ، وكان في شوال . 
ثم ترتب في الشرطة  عبيد الله بن عبد الله بن طاهر  من قبل  عمرو  ، ثم أمره بطرح اسم  عمرو  عن الأعلام ، وغيرها في شوال من هذه السنة . 
وفيها في منتصف ربيع الأول ، سار  الموفق  إلى بلاد الجبل   ، وسبب مسيره أن  الماذرائي  ، كاتب  أذكوتكين  ، أخبره أن له هناك مالا عظيما ، وأنه إن سار معه أخذه جميعه ، فسار إليه ، فلم يجد المال ، فلما لم يجد شيئا سار إلى الكرج  ، ثم إلى أصبهان  يريد  أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف  ، فتنحى  أحمد  عن البلد بجيشه وعياله ، وترك داره بفرشها لينزلها  الموفق  إذا قدم . 
وفيها استعمل   الموفق بالله  على أذربيجان  ابن أبي الساج   ، فسار إليها ، فخرج إليه  عبد الله بن الحسن الهمداني  ، صاحب مراغة ، ليصدره عنها ، فحاربه ، فانهزم  عبد الله  وحصر ، وأخذت منه سنة ثمانين ومائتين ، كما نذكره ، واستقر  ابن أبي الساج  لعمله . 
وفيها توفي  محمد بن حماد بن إسحاق بن حماد بن يزيد القاضي     . 
 [ ص: 454 ] وفيها قتل عامل الموصل  لابن كنداج  إنسانا من الخوارج  اسمه  نعيم  ، فسمع  هارون  مقدم الخوارج  بذلك وهو بحديثة الموصل  ، فجمع أصحابه وسار إلى الموصل  يريد حرب أهلها ، فنزل شرقي دجلة  ، فأرسل إليه أعيانهم ومقدموهم يسألونه ما الذي أقدمه ؟ فذكر قتل  نعيم  ، فقالوا : إنما قتله عامل السلطان من غير اختيار منا ، وطلبوا منه الأمان ليحضروا عنده يعتذرون ، ويتبرءون من قتله ، فأمنهم ، فخرج إليه جماعة من أهل الموصل  ، وأعيانهم ، وتبرءوا من قتله ، فرحل عنهم . 
وفيها عاد حجاج اليمن  عن مكة  ، فنزلوا واديا ، فأتاهم السيل فحملهم جميعهم  ، وألقاهم في البحر . 
وفيها توفي   أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري  ، وكان يسكن بغداذ     . 
وفيها ورد الخبر بانفراج تل من نهر الصلة  ، يعرف بتل [ بني ] شقيق  ، عن سبعة أقبر فيها سبعة أبدان صحيحة ، والقبور في شبه الحوض من حجر ( في لون المسن ، عليه كتاب لا يدرى ما هو ، وعليهم أكفان جدد ) ويفوح منها ريح المسك ، أحدهم شاب له جمة ، وعلى شفتيه بلل كأنه قد شرب ماء وكأنه قد كحل ، وبه ضربة في خاصرته . 
وحج بالناس  هارون بن محمد الهاشمي     . 
 [ ص: 455 ]  [ الوفيات ] 
( وفيها توفي   أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة  ، صاحب كتاب " أدب الكاتب " ، وكتاب " المعارف " ، وهو كوفي ، وإنما قيل له  الدينوري  لأنه كان قاضيها . 
وقيل مات سنة سبعين [ ومائتين ] . 
وأبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله اليشكري النحوي  الراوية ، وكان مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين . 
وفيها توفي  محمد بن علي أبو جعفر القصاب الصوفي   ، وهو من أقران  السري  ، وصحبه  الجنيد  كثيرا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					