ذكر قصد  حمدان  ، وانهزامه ، وعوده إلى الطاعة  
في هذه السنة كتب  المعتضد  إلى  إسحاق بن أيوب  ،  وحمدان بن حمدون  بالمسير إليه ، وهو في الموصل  ، فبادر  إسحاق  ، وتحصن حمدان بقلاعه ، وأودع أمواله وحرمه ، فسير  المعتضد  الجيوش نحوه مع  وصيف موشكير  ،  ونصر القشوري  ، وغيرهما ، فصادفوا  الحسن بن علي  كورة  وأصحابه متحصنين بموضع يعرف بدير الزعفران  ، من أرض الموصل    . 
وفيها وصل  الحسين بن حمدان بن حمدون  ، فلما رأى  الحسين  أوائل العسكر طلب الأمان ، فأمن ، وسير إلى  المعتضد  ، وسلم القلعة ، فأمر  المعتضد  بهدمها . 
وسار  وصيف  في طلب  حمدان  ، وكان بباسورين  ، فواقعه  وصيف  وقتل من أصحابه جماعة ، وانهزم  حمدان  في زورق  كان له في دجلة  ، وحمل معه مالا كان له ، وعبر إلى الجانب الغربي من دجلة  ، فصار في ديار ربيعة    . 
 [ ص: 484 ] وعبر نفر من الجند ، فاقتصوا أثره ، حتى أشرفوا على دير قد نزله ، فلما رآهم هرب ، وترك ماله ، فأخذ وأتي به  المعتضد     . 
وسار أولئك في طلب  حمدان  ، فضاقت عليه الأرض ، فقصد خيمة  إسحاق بن أيوب  ، وهو مع  المعتضد  ، واستجار به ، فأحضره  إسحاق  عند  المعتضد  ، فأمر بالاحتفاظ به وتتابع رؤساء الأكراد في طلب الأمان ، وكان ذلك في المحرم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					