ذكر عصيان دمشق  على جيش  بن خمارويه  ، وخلاف جنده عليه ، وقتله  
في هذه السنة خرج جماعة من قواد جيش  بن خمارويه  عليه ، وجاهروا بالمخالفة ، وقالوا : لا نرضى بك أميرا ، فاعتزلنا حتى نولي عمك الإمارة . وكان سبب ذلك أنه لما ولي وكان صبيا قرب الأحداث ، والسفل ، وأخلد إلى استماع أقوالهم ، فغيروا نيته على قواده ، وأصحابه ، وصار يقع فيهم ويذمهم ، ويظهر العزم على الاستبدال بهم ، وأخذ نعمهم ، وأموالهم ، فاتفقوا عليه ليقتلوه ، ويقيموا عمه ، فبلغه ذلك ، فلم يكتمه بل أطلق لسانه فيهم ، ففارقه بعضهم ، وخلعه  طغج بن جف  أمير دمشق    . 
وسار القواد الذين فارقوه إلى بغداد  ، وهم  محمد بن إسحاق بن كنداجيق  ،  وخاقان المفلحي  ،  وبدر بن جف ، أخو طغج  ، وغيرهم من قواد مصر  ، فسلكوا البرية ، وتركوا أهاليهم ، وأموالهم ، فتاهوا أياما ، ومات من أصحابهم جماعة من العطش ، وخرجوا فوق الكوفة  بمرحلتين ، وقدموا على  المعتضد  ، فخلع عليهم ، وأحسن إليهم . 
 [ ص: 491 ] وبقي سائر الجنود بمصر  على خلافهم   ابن خمارويه  ، فسألهم كاتبه  علي بن أحمد الماذرائي  أن ينصرفوا يومهم ذلك ، ( فرجعوا ) ، فقتل جيش ( عمين له ، وبكر الجند إليه ، فرمى بالرأسين إليهم ، فهجم الجند عليه فقتلوه ) ونهبوا داره ونهبوا مصر  وأحرقوها ، وأقعدوا أخاه  هارون  في الإمرة بعده ، فكانت ولايته تسعة أشهر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					