( وفيها سار المعتضد من آمد بعد أن ملكها ، كما ذكرناه ، إلى الرقة ، فولى ابنه عليا المكتفي قنسرين ، والعواصم ، والجزيرة ، وكاتبه النصراني ، واسمه الحسين بن عمرو ، فكان ينظر في الأموال ، فقال الخليع في ذلك :
[ ص: 506 ]
حسين بن عمرو عدو القرآن يصنع في العرب ما يصنع يقوم لهيبته المسلمون
صفوفا لفرد إذا يطلع فإن قيل قد أقبل الجاثليق
تحفى له ومشى يظلع
وفيها ابن الإخشيد أمير طرسوس ، واستخلف توفي أبا ثابت على طرسوس ) .
وفيها سار إلى الأنبار جماعة أعراب من بني شيبان ، وأغاروا على القرى ، وقتلوا من لحقوا من الناس ، وأخذوا المواشي ، فخرج إليهم أحمد بن محمد بن كمشجور متوليها ، فلم يطقهم ، فكتب إلى المعتضد بذلك ، فأمده بجيش ، فأدركوا الأعراب ، وقاتلوهم ، فهزمهم الأعراب ( وقتلوا فيهم ، وغرق أكثرهم ، وتفرقوا ، وعاث الأعراب ) في تلك الناحية .
وبلغ خبر الهزيمة إلى المعتضد ، فسير جيشا آخر ، فرحل الأعراب إلى عين التمر ، ( فأفسدوا وعاثوا ، وذلك في شعبان ، ورمضان ، فوجه إليهم عسكرا آخر إلى عين التمر ) ، فسلكوا البرية إلى نواحي الشام ، فعاد العسكر إلى بغداذ ولم يلقهم .
وفيها استدعى المعتضد راغبا مولى الموفق من طرسوس ، فقدم عليه وهو بالرقة ، فحبسه وأخذ جميع ما كان له ، فمات بعد أيام من حبسه ، وكان ذلك في شعبان ، وقبض على بكنون غلام راغب ، وأخذ ماله بطرسوس .
وفيها قلد المعتضد ديوان المشرق محمد بن داود بن الجراح ، وعزل عنه أحمد بن محمد بن الفرات ، وقلد ديوان المغرب علي بن عيسى بن داود ابن الجراح .
[ ص: 507 ] [ ] الوفيات
وفيها توفي أبو [ بكر ] محمد بن [ عبد الله بن عتاب ] الأنماطي ، المعروف بمربع ، صاحب ، وكان حافظا للحديث . يحيى بن معين
. ومحمد بن يونس الكديمي البصري