[ ص: 549 ] ذكر الظفر بالخلنجي
في هذه السنة ، في صفر ، وصل عسكر المكتفي إلى نواحي مصر ، وتقدم أحمد بن كيغلغ في جماعة من القواد ، فلقيهم الخلنجي بالقرب من العريش ، فهزمهم أقبح هزيمة ، فندب جماعة من القواد إليهم ببغداذ ، وفيهم إبراهيم بن كيغلغ ، فخرجوا في ربيع الأول وساروا نحو مصر .
واتصلت الأخبار بقوة الخلنجي ، فبرز المكتفي إلى باب الشماسية ليسير إلى مصر في رجب ، فوصل إليه كتاب فاتك في شعبان يذكر أنه والقواد رجعوا إلى الخلنجي ، وكانت بينهم حروب كثيرة قتل بينهم فيها خلق كثير ، فإن آخر حرب كانت بينهم قتل فيها معظم أصحاب الخلنجي ، وانهزم الباقون ، وظفروا بهم ، وغنموا عسكرهم ، وهرب الخلنجي ، فدخل فسطاط مصر ، فاستتر بها عند رجل من أهل البلد ، فدخلنا المدينة ، فدلونا عليه ، فأخذناه ومن استتر عنده ، وهم في الحبس .
فكتب المكتفي إلى فاتك في حمل الخلنجي ومن معه إلى بغداذ ، وعاد المكتفي فدخل بغداذ ، وأمر برد خزائنه ، وكانت قد بلغت تكريت ، فوجه فاتك الخلنجي إلى بغداذ ، فدخلها هو ومن معه في شهر رمضان ، فأمر المكتفي بحبسهم .