ذكر القرامطة وقتل الجنابي
في هذه السنة قتل أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي كبير القرامطة قتله خادم له صقلبي في الحمام ، فلما قتله استدعى رجلا من أكابر رؤسائهم وقال له : السيد يستدعيك ، فلما دخل قتله ، ففعل ذلك بأربعة نفر ، ( من رؤسائهم ) ، واستدعى الخامس ، فلما دخل فطن لذلك ، فأمسك بيد الخادم وصاح ، فدخل الناس ، وصاح النساء ، وجرى بينهم وبين الخادم مناظرات ثم قتلوه .
وكان أبو سعيد قد عهد إلى ابنه سعيد ، وهو الأكبر ، فعجز عن الأمر ، فغلبه أخوه الأصغر أبو طاهر سليمان ، وكان شهما شجاعا ، ويرد من أخباره ما يعلم به محله .
[ ص: 631 ] ولما قتل أبو سعيد كان قد استولى على هجر والإحساء والقطيف والطائف ، وسائر بلاد البحرين ، وكان المقتدر قد كتب إلى أبي سعيد كتابا لينا في معنى من عنده من أسرى المسلمين ، ويناظره ، ويقيم الدليل على فساد مذهبه ، ونفذه مع الرسل ، فلما وصلوا إلى البصرة بلغهم خبر موته فأعلموا الخليفة بذلك ، فأمرهم بالمسير إلى ولده ، فأتوا أبا طاهر بالكتاب فأكرم الرسل ، وأطلق الأسرى ، ونفذهم إلى بغداذ ، وأجاب عن الكتاب .