ذكر خبر مصر  مع  العلوي المهدي   
وفيها أنفذ  أبو محمد عبيد الله العلوي الملقب بالمهدي  جيشا من إفريقية  مع قائد من قواده يقال له  حباسة  إلى الإسكندرية  ، فغلب عليها . 
وكان مسيره في البحر ، ثم سار منها إلى مصر  ، فنزل بين مصر  والإسكندرية  ، فبلغ ذلك  المقتدر  ، فأرسل   مؤنسا الخادم  في عسكر إلى مصر  لمحاربة  حباسة  وأمده بالسلاح والمال ، فسار إليها ، فالتقى العسكران في جمادى الأولى ، فاقتتلوا ( قتالا شديدا ) فقتل   [ ص: 636 ] من الفريقين جمع كثير ، وجرح مثلهم ، ثم كان بينهم وقعة أخرى بنحوها ، ثم وقعة ثالثة ورابعة ، فانهزم فيها المغاربة أصحاب  العلوي  ، وقتلوا ، وأسروا ، فكان مبلغ القتلى سبعة آلاف مع الأسرى وهرب الباقون . 
وكانت هذه الوقعة سلخ جمادى الآخرة ، وعادوا إلى الغرب ، فلما ( وصلوا إلى الغرب ) قتل  المهدي  حباسة     . 
وفيها خالف  عروبة بن يوسف الكتامي  على  المهدي  بالقيروان  ، واجتمع إليه خلق كثير من كتامة  والبرابر  ، فأخرج  المهدي  إليهم مولاه  غالبا  ، فاقتتلوا قتالا شديدا في محضر القيروان  ، فقتل  عروبة  وبنو عمه ، وقتل معهم عالم لا يحصون ، وجمعت رءوس مقدميهم في قفة وحملت إلى  المهدي  ، فقال : ما أعجب أمور الدنيا ! قد جمعت هذه القفة رءوس هؤلاء ، وقد كان يضيق بعساكرهم فضاء المغرب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					