ذكر حال هذه البلاد بعد مسير مؤنس
لما سار مؤنس عن أذربيجان إلى العراق وثب سبك غلام يوسف بن أبي الساج على بلاد أذربيجان ، فملكها ، واجتمع إليه عسكر عظيم ، فأنفذ إليه مؤنس محمد بن عبيد الله الفارقي ، وقلده البلاد ، وسار إلى سبك وحاربه ، فانهزم الفارقي وسار إلى بغداذ ، وتمكن سبك من البلاد ، ثم كتب إلى الخليفة يسأل أن يقاطع على أذربيجان ، فأجيب إلى ذلك ، وقرر عليه كل سنة مائتان وعشرون ألف دينار ، وأنفذت إليه الخلع والعهد ، فلم يقف على ما قرره .
ثم وثب أحمد بن مسافر ، صاحب الطرم ، على ابن أخيه علي بن وهسوذان وهو [ ص: 649 ] مقيم بناحية قزوين ، فقتله على فراشه ، وهرب إلى بلده ، فاستعمل مكان علي بن وهسوذان وصيفا البكتمري ، وقلد صاحب الجيش أعمال الخراج بها . محمد بن سليمان
وسار أحمد بن علي بن صعلوك من قم إلى الري ، فدخلها ، فأنفذ الخليفة ينكر عليه ذلك ويأمره بالعود إلى قم فعاد ، ثم إنه أظهر الخلاف ، وصرف عمال الخراج عن قم ، واستعد للمسير إلى الري ، فكوتب نحرير الصغير ، وهو على همذان ، ليسير هو ووصيف إلى الري لمنع أحمد ( بن علي عنها ، فساروا إليها ، فلقيهم أحمد بن علي على باب الري ، فهزمهم ) أحمد ، وقتل ، واستولى محمد بن سليمان أحمد على الري ، وكاتب نصرا الحاجب ليصلح أمره مع الخليفة ، ففعل ذلك ، وأصلح أمره ، وقرر عليه عن الري ودنباوند وقزوين وزنجان وأبهر مائة وستين ألف دينار محمولة كل سنة إلى بغداذ ، فنزل أحمد عن قم ، فاستعمل الخليفة عليها من ينظر فيها .