ذكر القرامطة  
وفيها قصد  أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الهجري  البصرة  ، فوصلها ليلا في ألف   [ ص: 686 ] وسبعمائة رجل ، ومعه السلاليم الشعر ، فوضعها على السور ، وصعد أصحابه ففتحوا الباب ، وقتلوا الموكلين به ، وكان ذلك في ربيع الآخر . وكان على البصرة  سبك المفلحي  ، فلم يشعر بهم إلا في السحر ، ولم يعلم أنهم القرامطة  بل اعتقد أنهم عرب تجمعوا ، فركب إليهم ، ولقيهم ، فقتلوه ووضعوا السيف في أهل البصرة   ، وهرب الناس إلى الكلإ ( وحاربوا القرامطة  عشرة ) أيام ، فظفر بهم القرامطة  ، وقتلوا خلقا كثيرا وطرح الناس أنفسهم في الماء ، فغرق أكثرهم . 
وأقام  أبو طاهر  سبعة عشر يوما يحمل منها ما يقدر عليه من المال والأمتعة ، والنساء والصبيان ، فعاد إلى بلده ، واستعمل  المقتدر  على البصرة  محمد بن عبد الله الفارقي  ، فانحدر إليها وقد سار  الهجري  عنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					