ذكر أخبار خراسان   
في هذه السنة سار   مرداويج  من الري  إلى جرجان  ، وبها  أبو بكر محمد بن المظفر  مريضا ، فلما قصده   مرداويج  عاد إلى نيسابور  ، وكان  السعيد نصر بن أحمد  بنيسابور  ، فلما بلغها   محمد بن المظفر  سار  السعيد  نحو جرجان  ، وكاتب  محمد بن عبيد الله البلغمي     (  مطرف بن محمد وزير مرداويج  ، واستماله ، فمال إليه ، فانتهى الخبر بذلك إلى   مرداويج  ، فقبض على  مطرف  وقتله . 
وأرسل  محمد بن عبيد الله البلغمي     ) إلى   مرداويج  يقول له : أنا أعلم أنك لا تستحسن كفر ما يفعله معك الأمير  السعيد  ، وأنك إنما حملك على قصد جرجان  وزيرك  مطرف  ليرى أهلها محله منك ، كما فعله  أحمد بن أبي ربيعة كاتب عمرو بن الليث  ، حمل  عمرا  على قصد بلخ  ليشاهد أهلها منزلته من  عمرو  ، فكان منه ما بلغك ، وأنا لا أرى مناصبة ملك يطيف به مائة ألف رجل من غلمانه ومواليه وموالي أبيه ، والصواب أنك تترك  جرجان  له ، وتبذل عن الري  مالا تصالحه عليه ، ففعل   مرداويج  ذلك ، وعاد عن جرجان  ، وبذل عن الري  مالا ، وعاد إليها ، وصالحه  السعيد  عليها . 
				
						
						
