ذكر استيلاء  نصر بن أحمد  على كرمان   
في هذه السنة خرج  أبو علي محمد بن إلياس  من ناحية كرمان  إلى بلاد فارس  ، وبلغ إصطخر  ، فأظهر  لياقوت  أنه يريد [ أن ] يستأمن إليه حيلة ومكرا ، فعلم ياقوت مكره ، فعاد إلى كرمان  ، فسير إليه  السعيد نصر بن أحمد  صاحب خراسان  ،  ماكان بن كالي  في جيش كثيف ، فقاتله ، فانهزم  ابن إلياس  ، واستولى  ماكان  على كرمان  ، نيابة عن صاحب خراسان    . 
وكان  محمد بن إلياس  هذا من أصحاب  نصر بن أحمد  ، فغضب عليه وحبسه ، ثم شفع فيه  محمد بن عبيد الله البلعمي  ، فأخرجه ، وسيره مع   محمد بن المظفر  إلى جرجان  ، فلما خرج  يحيى بن أحمد  وإخوته ببخارى  ، على ما ذكرناه ، سار  محمد بن   [ ص: 17 ] إلياس  إليه فصار معه ، فلما أدبر أمره سار  محمد  من نيسابور  إلى كرمان  ، فاستولى عليها إلى هذه الغاية ، فأزاله ماكان عنها ، فسار إلى الدينور  ، وأقام  ماكان  بكرمان  ، فلما عاد عنها - على ما نذكره - رجع إليها  محمد بن إلياس     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					