ذكر ابن حمدان والبريدي الحرب بين
لما هرب أبو الحسين البريدي إلى واسط ، ووصل بنو حمدان والمتقي إلى بغداذ ، خرج بنو حمدان عن بغداذ نحو واسط ، وكان أبو الحسين قد سار من واسط إليهم ببغداذ ، فأقام ناصر الدولة بالمدائن ، وسير أخاه سيف الدولة وابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في الجيش إلى قتال أبي الحسين ، فالتقوا نحو المدائن بفرسخين ، واقتتلوا عدة أيام آخرها رابع ذي الحجة ، وكان توزون وخجخج والأتراك مع ابن حمدان ، فانهزم سيف الدولة ومن معه إلى المدائن ، وبها ناصر الدولة ، فردهم وأضاف إليهم من كان عنده من الجيش ، فعاودوا القتال ، فانهزم أبو الحسين البريدي ، وأسر جماعة من أعيان أصحابه ، وقتل جماعة ، وعاد أبو الحسين البريدي منهزما إلى واسط ، ولم يقدر سيف الدولة على اتباعه إليها ; لما في أصحابه من الوهن والجراح .
وكان المتقي قد سير أهله من بغداذ إلى سر من رأى ، فأعادهم ، وكان أعيان الناس قد هربوا من بغداذ ، فلما انهزم البريدي عادوا إليها ، وعاد إلى ناصر الدولة بن حمدان بغداذ ، فدخلها ثالث عشر ذي الحجة ، وبين يديه الأسرى على الجمال ، ولما استراح [ ص: 107 ] سيف الدولة وأصحابه ، انحدروا من موضع المعركة إلى واسط ، فرأوا البريديين قد انحدروا إلى البصرة ، فأقام بواسط ومعه الجيش ، وسنذكر من أخباره سنة إحدى وثلاثين [ وثلاثمائة ] .
ولما عاد ناصر الدولة إلى بغداذ ، نظر في العيار ، فرآه ناقصا ، فأمر بإصلاح الدنانير ، فضرب دنانير سماها الإبريزية ، عيارها خير من غيرها ، فكان الدينار بعشرة دارهم ، فبيع هذا الدينار بثلاثة عشر درهما .