[ ص: 176 ] ذكر مخالفة  محمد بن عبد الرزاق  بطوس   
كان  محمد بن عبد الرزاق  بطوس  وأعمالها ، وهي في يده ويد نوابه ، فخالف على الأمير   نوح بن نصر الساماني  ، وكان  منصور بن قراتكين  صاحب جيش خراسان  بمرو  عند  نوح  ، فوصل إليهما  وشمكير  منهزما من جرجان  ، قد غلبه عليها  الحسن بن الفيرزان  ، فأمر  نوح  منصورا  بالمسير إلى نيسابور  ، ومحاربة  محمد بن عبد الرزاق  وأخذ ما بيده من الأعمال ، ثم يسير مع  وشمكير  إلى جرجان  ، فسار  منصور  ووشمكير  إلى نيسابور  ، وكان بها  محمد بن عبد الرزاق  ، ففارقها نحو أستوا  ، فاتبعه  منصور  ، فسار  محمد  إلى جرجان  ، وكاتب  ركن الدولة بن بويه  ، واستأمن إليه ، فأمره بالوصول إلى الري    . 
وسار  منصور  من نيسابور  إلى طوس  ، وحصروا  رافع بن عبد الرزاق  بقلعة شميلان  ، فاستأمن بعض أصحاب  رافع  إليه ، فهرب  رافع  من شميلان  إلى حصن درك  ، فاستولى  منصور  على شميلان  ، ( وأخذ ما فيها من مال وغيره ) ، واحتمى  رافع  بدرك ، وبها أهله ووالدته ، وهي على ثلاثة فراسخ من شميلان  ، ( فأخرب  منصور  شميلان    ) ، وسار إلى درك  فحاصرها ، وحاربهم عدة أيام ، فتغيرت المياه بدرك  ، فاستأمن  أحمد بن عبد الرزاق  إلى  منصور  في جماعة من بني عمه وأهله ، وعمد أخوه  رافع  إلى الصامت من الأموال ، والجواهر ، وألقاها في البسط إلى تحت القلعة ، ونزل هو وجماعة فأخذوا تلك الأموال وتفرقوا في الجبال . 
واحتوى  منصور  على ما كان في قلعة درك  ، وأنفذ عيال  محمد بن عبد الرزاق  ووالدته إلى بخارى  فاعتقلوا بها ، وأما  محمد بن عبد الرزاق  فإنه سار من جرجان  إلى الري  ، وبها  ركن الدولة بن بويه  ، فأكرمه  ركن الدولة  ، وأحسن إليه ، وحمل إليه شيئا كثيرا من الأموال وغيرها ، وسرحه إلى محاربة  المرزبان  على ما نذكره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					