ذكر الروم المصيصة ووصول الغزاة من خراسان في هذه السنة حصر حصر الروم مع الدمستق المصيصة ، وقاتلوا أهلها ، ونقبوا سورها ، واشتد قتال أهلها على النقب حتى دفعهم عنه بعد قتال عظيم ، وأحرق الروم رستاقها ورستاق أذنة وطرسوس لمساعدتهم أهلها ، فقتل من المسلمين خمسة عشر ألف رجل ، وأقام الروم في بلاد الإسلام خمسة عشر يوما لم يقصدهم من يقاتلهم ، فعادوا لغلاء الأسعار وقلة الأقوات .
ثم إن إنسانا وصل إلى الشام من خراسان يريد الغزاة ومعه نحو خمسة آلاف رجل ، وكان طريقهم على أرمينية وميافارقين ، فلما وصلوا إلى سيف الدولة في صفر ، أخذهم سيف الدولة وسار بهم نحو بلاد الروم لدفعهم عن المسلمين ، فوجدوا الروم قد عادوا ، فتفرق الغزاة الخراسانية في الثغور لشدة الغلاء ، وعاد أكثرهم إلى بغداذ ومنها إلى خراسان .
ولما أراد الدمستق العود إلى بلاد الروم ، أرسل إلى أهل المصيصة وأذنة وطرسوس : إني منصرف عنكم لا لعجز ، ولكن لضيق العلوفة وشدة الغلاء ، وأنا عائد إليكم ، فمن انتقل منكم فقد نجا ، ومن وجدته بعد عودي قتلته .