ذكر مخالفة أهل أنطاكية  على  سيف الدولة   
وفي هذه السنة  عصى  أهل أنطاكية   على   سيف الدولة بن حمدان     . 
وكان سبب ذلك أن إنسانا من أهل طرسوس  كان متقدما فيها ، يسمى  رشيقا النسيمي  ، كان في جملة من سلمها إلى الروم  وخرج إلى أنطاكية  ، فلما وصلها ، خدمه إنسان يعرف  بابن الأهوازي  كان يضمن الأرحاء بأنطاكية  ، فسلم إليه ما اجتمع عنده من حاصل الأرحاء  ، وحسن له العصيان ، وأعلمه أن  سيف الدولة  بميافارقين  قد عجز عن العود إلى الشام  ، فعصى واستولى على أنطاكية  ، وسار إلى حلب  ، وجرى بينه وبين النائب عن  سيف الدولة  ، وهو  قرغويه  حروب كثيرة ، وصعد  قرغويه  إلى قلعة حلب  فتحصن بها ، وأنفذ  سيف الدولة  عسكرا مع خادمه  بشارة  نجدة  لقرغويه  ، فلما علم بهم  رشيق  ، انهزم عن حلب  ، فسقط عن فرسه ، فنزل إليه إنسان عربي فقتله ، وأخذ رأسه وحمله إلى  قرغويه  وبشارة     . 
 [ ص: 256 ] ووصل  ابن الأهوازي  إلى أنطاكية  ، فأظهر إنسانا من الديلم   اسمه  دزبر  ، وسماه الأمير ، وتقوى بإنسان علوي ليقيم له الدعوة ، وتسمى هو بالأستاذ ، فظلم الناس ، وجمع الأموال ، وقصد  قرغويه  إلى أنطاكية  ، وجرت بينهما وقعة عظيمة ، فكانت على  ابن الأهوازي  أولا ، ثم عادت على  قرغويه  ، فانهزم وعاد إلى حلب    . 
ثم إن  سيف الدولة  عاد عن ميافارقين  عند فراغه من الغزاة إلى حلب  ، فأقام بها ليلة ، وخرج من الغد ، فواقع  دزبر  وابن الأهوازي  ، فقاتل من بها فانهزموا ، وأسر  دزبر  وابن الأهوازي  ، فقتل  دزبر  ، وسجن  ابن الأهوازي  مدة ثم قتله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					