[ ص: 291 ] ذكر ملك الروم  مدينة حلب وعودهم عنها  لما ملك الروم  أنطاكية  أنفذوا جيشا كثيفا إلى حلب  ، وكان  أبو المعالي شريف بن سيف  الدولة محاصرا لها ، وبها  قرغويه السيفي  متغلبا عليها . فلما سمع  أبو المعالي  خبرهم فارق حلب  وقصد البرية ليبعد عنهم ، وحصروا البلد ، وفيه قرغويه وأهل البلد قد تحصنوا بالقلعة ، فملك الروم  المدينة ، وحصروا القلعة فخرج إليهم جماعة من أهل حلب  ، وتوسطوا بينهم وبين قرغويه ، وترددت الرسل ، فاستقر الأمر بينهم على هدنة مؤبدة على مال يحمله قرغويه إليهم ، وأن يكون للروم  إذا أرادوا الغزاة أن لا يمكن قرغويه أهل القرايا  من الجلاء عنها ليبتاع الروم  ما يحتاجون إليه منها . 
وكان مع حلب  حماة  ، وحمص  ، وكفر طاب  ، والمعرة  ، وأفامية  ، وشيزر  ، وما بين ذلك من الحصون والقرايا  ، وسلموا الرهائن إلى الروم  ، وعادوا عن حلب  وتسلمها المسلمون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					