ذكر عدة حوادث 
فيها ظهر بإفريقية  في السماء حمرة بين المشرق والشمال ، مثل لهب النار فخرج الناس يدعون الله تعالى ، ويتضرعون إليه . 
وكان بالمهدية  زلازل وأهوال  أقامت أربعين يوما ، حتى فارق أهلها منازلهم ، وأسلموا أمتعتهم . 
 [ ص: 362 ] وفيها سير  العزيز بالله العلوي  صاحب مصر  وإفريقية  أميرا على الموسم ليحج بالناس ، وكانت الخطبة له بمكة  ، وكان الأمير على الموسم  باديس بن زيري  أخا  يوسف بلكين  ، خليفته بإفريقية  ، فلما وصل إلى مكة  أتاه اللصوص بها فقالوا له : نتقبل منك الموسم بخمسين ألف درهم ، ولا تتعرض لنا ، فقال لهم : أفعل ذلك ، اجمعوا إلي أصحابكم حتى يكون العقد مع جميعكم ، فاجتمعوا فكانوا نيفا وثلاثين رجلا ، فقال : هل بقي منكم أحد ؟ ( فحلفوا أنه لم يبق منهم أحد ) ، فقطع أيديهم كلهم . 
وفيها زادت دجلة  زيادة عظيمة ، وغرقت كثيرا من الجانب الشرقي ببغداذ  ، وغرقت أيضا مقابر بباب التبن  بالجانب الغربي منها ، وبلغت السفينة أجرة وافرة ، وأشرفت الناس على الهلاك ، ثم نقص الماء فأمنوا . 
  [ الوفيات ] 
وفيها توفي   القاضي أبو محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن قريعة  ، وله نوادر مجموعة ، وعمره خمس وستون سنة . 
وفيها خلع على   القاضي عبد الجبار بن أحمد  بالري  ، وولي القضاء بها وبما تحت حكم  مؤيد الدولة  من البلاد ، وهو من أئمة المعتزلة  ، ويرد في تراجم تصانيفه : قاضي القضاة ، ويعني به قاضي قضاة أعمال الري  ، وبعض من لا يعلم ذلك يظنه قاضي القضاة مطلقا وليس كذلك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					