[ ص: 387 ] 
372 
ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة 
ذكر ولاية  بكجور  دمشق   
قد ذكرنا سنة ست وستين [ وثلاثمائة ] ولاية  بكجور  حمص  لأبي المعالي بن سيف الدولة بن حمدان  ، فلما وليها عمرها وكان بلد دمشق  قد خربه العرب وأهل العيث والفساد مدة تحكم  قسام  عليها ، وانتقل أهله إلى أعمال حمص  ، فعمرت ، وكثر أهلها والغلات فيها ، ووقع الغلاء والقحط بدمشق  ، فحمل  بكجور  الأقوات من حمص  إليها وتردد الناس في حمل الغلات ، وحفظ الطرق وحماها . 
وكاتب   العزيز بالله  بمصر  ، وتقرب إليه ، فوعده ولاية دمشق  ، فبقي كذلك إلى هذه السنة . 
ووقعت وحشة بين  سعد الدولة أبي المعالي بن سيف الدولة  وبين  بكجور  ، فأرسل  سعد الدولة  يأمره بأن يفارق بلده ، فأرسل  بكجور  إلى   العزيز بالله  يطلب نجاز ما وعده من إمارة دمشق    . وكان الوزير   ابن كلس  يمنع  العزيز  من ولايته إلى هذه الغاية . 
وكان القائد  يلتكين  قد ولي دمشق  بعد  قسام  ، كما ذكرناه ، فهو مقيم بها . فاجتمع المغاربة بمصر  على الوثوب بالوزير   ابن كلس  وقتله ، فدعته الضرورة إلى أن   [ ص: 388 ] يستحضر  يلتكين  من دمشق  ، فأمره  العزيز  بإحضاره وتسليم دمشق  إلى  بكجور     . فقال : إن  بكجور  إن وليها عصى فيها . فلم يصغ إلى قوله وأرسل إلى  يلتكين  يأمره بقصد مصر  ، وتسليم دمشق  إلى  بكجور  ، ففعل ذلك ، ودخلها في رجب من هذه السنة واليا عليها ، فأساء السيرة إلى أصحاب الوزير   ابن كلس  والمتعلقين به ، حتى إنه صلب بعضهم ، وفعل مثل ذلك في أهل البلد ، وظلم الناس ، وكان لا يخلو من أخذ مال ، وقتل ، وصلب ، وعقوبة ، فبقي كذلك إلى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، وسنذكر هناك عزله ، إن شاء الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					