ذكر شرف الدولة إلى فارس وما كان منه مع صمصام الدولة مسير الأمير أبي علي بن
لما اشتد مرض شرف الدولة جهز ولده الأمير أبا علي وسيره إلى فارس ومعه والدته وجواريه ، وسير معه من الأموال والجواهر والسلاح أكثرها . فلما بلغ البصرة أتاهم الخبر بموت شرف الدولة ، فسير ما معه في البحر إلى أرجان ، وسار هو مجدا إلى أن وصل إليها ، واجتمع معه من بها من الأتراك ، وساروا نحو شيراز ، وكاتبهم متوليها وهو أبو القاسم العلاء بن الحسن بالوصول إليها ليسلمها إليهم ، وكان المرتبون في القلعة التي بها صمصام الدولة وأخوه أبو طاهر قد أطلقوهما ومعهما فولاذ وساروا إلى سيراف .
( واجتمع على صمصام الدولة كثير من الديلم . وسار الأمير أبو علي إلى شيراز ) ، ووقعت الفتنة بها بين الأتراك والديلم ، وخرج الأمير أبو علي من داره إلى معسكر الأتراك ، فنزل معهم ، واجتمع الديلم وقصدوا ليأخذوه ويسلموه إلى صمصام الدولة ، فرأوه قد انتقل إلى الأتراك ، فكشفوا القناع ، ونابذوا الأتراك ، وجرى بينهم قتال عدة أيام .
ثم سار أبو علي والأتراك إلى فسا ، فاستولوا عليها وأخذوا ما بها من المال ، وقتلوا من بها من الديلم ، وأخذوا أموالهم وسلاحهم فقووا بذلك .
[ ص: 428 ] وسار أبو علي إلى أرجان ، وعاد الأتراك إلى شيراز ، فقاتلوا صمصام الدولة ومن معه من الديلم ، ونهبوا البلد ، وعادوا إلى أبي علي بأرجان وأقاموا معه مديدة .
ثم وصل رسول من بهاء الدولة إلى أبي علي وأدى الرسالة ، وطيب قلبه ووعده ، ثم إنه راسل الأتراك سرا ، واستمالهم إلى نفسه وأطمعهم ، فحسنوا لأبي علي المسير إلى بهاء الدولة ، فسار إليه ، فلقيه بواسط منتصف جمادى الآخرة سنة ثمانين وثلاثمائة ، فأنزله وأكرمه ، وتركه عدة أيام ، وقبض عليه ، ثم قتله بعد ذلك بيسير ، وتجهز بهاء الدولة للمسير إلى الأهواز لقصد بلاد فارس .