ذكر ملك  صمصام الدولة  خوزستان  
في هذه السنة ملك  صمصام الدولة  خوزستان    . 
وكان سبب نقض الصلح أن  بهاء الدولة  سير أبا العلاء عبد الله بن الفضل إلى الأهواز  ، وتقدم إليه بأن يكون مستعدا لقصد بلاد فارس  ، وأعلمه أنه يسير إليه   [ ص: 458 ] العساكر متفرقين ، فإذا اجتمعوا عنده سار بهم إلى بلاد فارس  بغتة ، فلا يشعر  صمصام الدولة  إلا وهم معه في بلاده . 
فسار أبو العلاء ، ولم يتهيأ  لبهاء الدولة  إمداده بالعساكر ، وظهر الخبر ، فجهز  صمصام الدولة  عسكره وسيرهم إلى خوزستان  ، وكتب أبو العلاء إلى  بهاء الدولة  بالخبر وبطلب إمداده بالعساكر ، فسير إليه عسكرا كثيرا ، ووصلت عساكر فارس  ، فلقيهم  أبو العلاء  ، فانهزم هو وأصحابه وأخذ أسيرا وحمل إلى  صمصام الدولة  ، فألبس ثيابا مصبغة وطيف به ، وسألت فيه والدة  صمصام الدولة  ، فلم يقتله ، واعتقله . 
ولما سمع  بهاء الدولة  بذلك أزعجه وأقلقه ، وكانت خزانته قد خلت من الأموال ، فأرسل وزيره  أبا نصر بن سابور  إلى واسط  ليحصل ما أمكنه ، وأعطاه رهونا من الجواهر والأعلاق النفيسة ليقترض عليها من  مهذب الدولة  ، صاحب البطيحة ، فلما وصل إلى واسط  تقرب منها إلى  مهذب الدولة  ، وترك ما معه من الرهون بحاله ، وأرسل  بهاء الدولة  ورهنها واقترض عليها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					