[ ص: 502 ] 
389 
ثم دخلت سنة تسع وثمانين وثلاثمائة 
ذكر القبض على الأمير  منصور بن نوح  وملك أخيه  عبد الملك     . 
في هذه السنة قبض على الأمير  منصور بن نوح بن منصور الساماني  ، صاحب بخارى  وما وراء النهر ، وملك أخوه  عبد الملك     . 
وسبب قبضه ما ذكرناه من قصد   محمود بن سبكتكين  بكتوزون  بخراسان  ، وعوده عن نيسابور  إلى مرو الروذ  ، فلما نزلها سار  بكتوزون  إلى الأمير  منصور  وهو بسرخس  ، فاجتمع به فلم ير من إكرامه وبره ما كان يؤمله ، فشكا ذلك إلى  فائق  فقابله  فائق  بأضعاف شكواه ، فاتفقا على خلعه من الملك ، وإقامة أخيه مقامه ، وأجابهما إلى ذلك جماعة من أعيان العسكر ، فاستحضره  بكتوزون  بعلة الاجتماع لتدبر ما هم بصدده من أمر  محمود  ، فلما اجتمعوا به قبضوا عليه ، وأمر  بكتوزون  من سمله فأعماه ، ولم يراقب الله ولا إحسان مواليه ، وأقاموا أخاه  عبد الملك  مقامه في الملك ، وهو صبي صغير . 
وكانت مدة ولاية  منصور  سنة وسبعة أشهر . وماج الناس بعضهم في بعض ، وأرسل  محمود  إلى  فائق  وبكتوزون  يلومهما ويقبح فعلهما ، وقويت نفسه على لقائهما ، وطمع في الاستقلال بالملك ، فسار نحوهما عازما على القتال . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					