[ ص: 515 ] ذكر يمين الدولة سجستان محاصرة
في هذه السنة سار يمين الدولة إلى سجستان ، وصاحبها خلف بن أحمد ، فحصره بها .
وكان سبب ذلك أن يمين الدولة لما اشتغل بالحروب التي ذكرناها سير خلف بن أحمد ابنه طاهرا إلى قهستان فملكها ، ثم سار منها إلى بوشنج فملكها ، وكانت هي وهراة لبغراجق ، عم يمين الدولة ، ( فلما فرغ يمين الدولة ) من تلك الحروب استأذنه عمه في إخراج طاهر بن خلف من ولايته ، فأذن له في ذلك ، فسار إليه ، فلقيه طاهر بنواحي بوشنج ، فاقتتلوا ، فانهزم طاهر ولج بغراجق في طلبه ، فعطف عليه طاهر فقتله ونزل إليه وأخذ رأسه .
فلما سمع يمين الدولة بقتل عمه عظم عليه ، وكبر لديه ، وجمع عساكره وسار نحو خلف بن أحمد ، فتحصن منه خلف بحصن أصبهبذ ، وهو حصن يناطح النجوم علوا وارتفاعا ، فحصره فيه وضيق عليه ، فذل وخضع ، وبذل أموالا جليلة لينفس عن خناقه ، فأجابه يمين الدولة إلى ذلك ، وأخذ رهنه على المال .