ذكر عميد الجيوش أبي علي وبين أبي جعفر الحجاج الحرب بين
في هذه السنة كانت الحرب بين أبي علي بن أبي جعفر أستاذ هرمز ، وبين أبي جعفر الحجاج .
وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نائبا عن بهاء الدولة بالعراق ، فجمع وغزا ، [ ص: 529 ] واستناب بعده عميد الجيوش أبا علي ، فأقام أبو جعفر بنواحي الكوفة ، ولم يستقر بينه وبين أبي علي صلح .
وكان أبو جعفر قد جمع جمعا من الديلم والأتراك وخفاجة فجمع أبو علي أيضا جمعا كثيرا وسار إليه ، والتقوا بنواحي النعمانية ، فاقتتلوا قتالا عظيما ، وأرسل أبو علي بعض عسكره ، فأتوا أبا جعفر من ورائه ، فانهزم أبو جعفر ومضى منهزما .
فلما أمن أبو علي سار من العراق ، بعد الهزيمة ، إلى خوزستان ، وبلغ السوس ، وأتاه الخبر أن أبا جعفر قد عاد إلى الكوفة ، فرجع إلى العراق ، وجرى بينه وبين أبي جعفر منازعات ومراجعات إلى أن آل الأمر إلى الحرب فاستنجد كل واحد منهم بني عقيل وبني خفاجة وبني أسد ، فبينما هم كذلك أرسل بهاء الدولة إلى عميد الجيوش أبي علي يستدعيه ، فسار إليه إلى خوزستان لأجل أبي العباس بن واصل ، صاحب البطيحة .