ذكر الفتنة بمكة  
في هذه السنة كان يوم النفر الأول يوم الجمعة ، فقام رجل من مصر  ، بإحدى يديه سيف مسلول ، وفي الأخرى دبوس ، بعدما فرغ الإمام من الصلاة ، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود  كأنه يستلمه ، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس ، وقال : إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد  وعلي  ؟ فليمنعني مانع من هذا ، فإني أريد [ أن ] أهدم البيت . فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه ، وكاد يفلت فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله ، وقطعه الناس وأحرقوه ، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا ، وثارت الفتنة ، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلا غير من اختفى منهم . 
وألح الناس ، ذلك اليوم ، على المغاربة  والمصريين  بالنهب والسلب ، وعلى   [ ص: 676 ] غيرهم في طريق منى  إلى البلد . فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا ، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل ، فقالوا : نحن مائة رجل فضربت أعناق هؤلاء الأربعة ، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات ، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					