ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ظهر العيارين ببغداذ وعظم شرهم ، فقتلوا النفوس ، ونهبوا الأموال ، وفعلوا ما أرادوا ، وأحرقوا أمر الكرخ ، وغلا السعر بها حتى بيع كر الحنطة بمائتي دينار قاسانية .
وفيها جلال الدولة على وزيره أبي سعد بن ماكولا ، واستوزر ابن عمه قبض أبا علي بن ماكولا .
وفيها أرسل القادر بالله إلى القاضي أبا جعفر السمناني قرواش يأمره بإبعاد الوزير وكان عنده ، فأبعده ، فقصد أبي القاسم المغربي نصر الدولة بن مروان بميافارقين ( وقد تقدم السبب فيه ) .
وفيها توفي أبو منصور محمد بن الحسن بن صالحان ، وزير الوزير مشرف الدولة أبي الفوارس ، وعمره ست وسبعون سنة .
[ ص: 691 ] وقاضي القضاة ، ومولده في ذي القعدة سنة تسع عشرة وثلاثمائة وكان عفيفا نزها ، وقيل توفي سنة سبع عشرة . أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي الشوارب
وبسيل ملك الروم ، وملك بعده أخوه قسطنطين .
وفيها ورد رسول إلى محمود بن سبكتكين ومعه خلع قد سيرها له القادر بالله الظاهر لإعزاز دين الله العلوي ، صاحب مصر ، ويقول : أنا الخادم الذي أرى الطاعة مرضا ، ويذكر إرسال هذه الخالع إليه ، وأنه سيرها إلى الديوان ليرسم فيها بما يرى ، فأحرقت على باب النوبي ، فخرج منها ذهب كثير تصدق به على ضعفاء بني هاشم .
[ تابع الوفيات ]
وفيها توفي ، وزير سابور بن أردشير بهاء الدولة وكان كاتبا سديدا ، وعمل دار الكتب ببغداد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وجعل فيها أكثر من عشرة آلاف مجلد ، وبقيت إلى أن احترقت عند مجيء طغرلبك إلى بغداذ سنة خمسين وأربعمائة .
وفيها عثمان الخركوشي ، الواعظ النيسابوري ، وكان صالحا ، خيرا ، وكان إذا دخل على توفي يقوم ويلتقيه ، وكان محمود بن سبكتكين محمود قد قسط على نيسابور مالا يأخذه منهم ، فقال له : بلغني أنك ( تكدي الناس ، وضاق صدري ، فقال : وكيف ؟ قال : بلغني أنك ) تأخذ أموال الضعفاء ، وهذه كدية . فترك القسط وأطلقه . الخركوشي
وفيها بطل الحج من العراق وخراسان .