ذكر ببغداذ وطمع الأتراك والعيارين الفتنة
في هذه السنة كثر تسلط الأتراك ببغداذ ، فأكثروا مصادرات الناس ، وأخذوا الأموال حتى إنهم قسطوا على الكرخ خاصة مائة ألف دينار ، وعظم الخطب ، وزاد الشر وأحرقت المنازل ، والدروب ، والأسواق ، ودخل في الطمع العامة والعيارون ، فكانوا يدخلون على الرجل فيطالبونه بذخائره ، كما يفعل السلطان بمن يصادره ، فعمل الناس الأبواب على الدروب ، فلم تغن شيئا ووقعت الحرب بين الجند والعامة ، فظفر الجند ، ونهبوا الكرخ وغيره ، فأخذ منه مال جليل ، وهلك أهل الستر والخير .
فلما رأى القواد وعقلاء الجند أن الملك لا يصل إليهم ، وأن البلاد [ ص: 694 ] قد خربت ، وطمع فيهم المجاورون من العرب أبا كاليجار والأكراد ، راسلوا جلال الدولة في الحضور إلى بغداذ ، فحضر ، على ما نذكره سنة ثماني عشرة وأربعمائة .