[ ص: 718 ] ذكر علاء الدولة إلى الري واتفاقه مع الغز وعودهم إلى الخلاف عليه وصول
لما فارق الغز الري إلى أذربيجان علم علاء الدولة ذلك ، فسار إليها ، ودخلها وهو يظهر طاعة السلطان مسعود بن سبكتكين ، فأرسل إلى أبي سهل الحمدوني يطلب منه أن يقرر الذي عليه بمال يؤديه فامتنع من إجابته مخافة علاء الدولة فأرسل إلى الغز يستدعيهم ليعطيهم الأقطاع ، ويتقوى بهم على الحمدوني ، فعاد منهم نحو ألف وخمسمائة ، مقدمهم قزل ، وسار الباقون إلى أذربيجان .
فلما وصل الغز إلى علاء الدولة أحسن إليهم ، وتمسك بهم ، وأقاموا عنده ، ثم ظهر على بعض القواد الخراسانية الذين عنده أنه دعا الغز إلى موافقته على الخروج عليه والعصيان ، فأرسل إليه علاء الدولة وأحضره وقبض عليه ، وسجنه في قلعة طبرك ، فاستوحش الغز لذلك ونفروا فاجتهد علاء الدولة في تسكينهم فلم يفعلوا وعاودوا الفساد والنهب وقطع الطريق ، وعاد علاء الدولة فراسل أبا سهل الحمدوني ، وهو بطبرستان ، وقرر معه أمر الري ليكون في طاعة مسعود ، فأجابه إلى ذلك ، وسار إلى نيسابور وبقي علاء الدولة بالري .