ذكر علاء الدولة إلى أصبهان وغيرها وما كان منه عود
لما مات طمع محمود بن سبكتكين في فناخسرو بن مجد الدولة بن بويه الري ، وكان قد هرب منها لما ملكها عسكر يمين الدولة محمود . فقصد قصران ، وهي حصينة ، فامتنع بها . فلما توفي يمين الدولة وعاد ابنه مسعود إلى خراسان جمع فناخسرو هذا جمعا من الديلم والأكراد وغيرهم ، وقصدوا الري ، فخرج إليه نائب [ ص: 735 ] مسعود بها ومن معه ( من العسكر ) ، فقاتلوه ، فانهزم منهم وعاد إلى بلده ، وقتل جماعة من عسكره .
ثم إن علاء الدولة بن كاكويه ، لما بلغه وفاة يمين الدولة كان بخوزستان عند الملك كما ذكرنا . وقد أيس من نصره ، وتفرق بعض من عنده من عسكره وأصحابه ، والباقون على عزم مفارقته وهو خائف من أبي كاليجار مسعود أن يسير إليه من أصبهان فلا يقوى هو به ، فأتاه من الفرج بموت وأبو كاليجار يمين الدولة ما لم يكن في حسابه فلما سمع الخبر سار إلى أصبهان فملكها ، وملك همذان ، وغيرهما من البلاد ، وسار إلى الري فملكها ، وامتد إلى أعمال أنوشروان بن منوجهر بن قابوس فأخذ منه خوار الري ودنباوند .
فكتب أنوشروان إلى مسعود يهنئه بالملك ، وسأله تقرير الذي عليه بمال يحمله ، فأجابه إلى ذلك ، وسير إليه عسكرا من خراسان ، فساروا إلى دنباوند فاستعادوها ، وساروا نحو الري ، فأتاهم المدد والعساكر ، وممن أتاهم علي بن عمران ، فكثر جمعهم فحصروا الري ، وبها علاء الدولة ، فاشتد القتال في بعض الأيام ، فدخل العسكر الري قهرا ، والفيلة معهم ، فقتل جماعة من أهل الري والديلم ، ونهبت المدينة ، وانهزم علاء الدولة ، وتبعه بعض العسكر وجرحه في رأسه وكتفه ، فألقى لهم دنانير كانت معه ، فاشتغلوا بها عنه ، فنجا ، وسار إلى قلعة فردجان ، على خمسة عشر فرسخا من همذان ، فأقام بها إلى أن برأ من جراحته ، وكان من أمره ما نذكره ، إن شاء الله تعالى ، وخطب بالري وأعمال أنوشروان لمسعود ، فعظم شأنه .