ذكر قرواش وغريب بن مقن الحرب بين
في هذه السنة ، في جمادى الأولى ، اختلف قرواش وغريب بن مقن . وكان سبب ذلك أن غريبا جمع جمعا كثيرا من العرب والأكراد ، واستمد جلال الدولة ، فأمده بجملة صالحة من العسكر ، فسار إلى تكريت فحصرها ، وهي لأبي المسيب رافع بن الحسين ، وكان قد توجه إلى الموصل ، وسأل قرواشا النجدة ، فجمعا وحشدا وسارا منحدرين فيمن معهما ، فبلغا الدكة ، وغريب يحاصر تكريت ، وقد ضيق على من بها ، وأهلها يطلبون منه الأمان ، فلم يؤمنهم ، فحفظوا نفوسهم وقاتلوا أشد قتال .
فلما بلغه وصول قرواش ورافع سار إليهم ، فالتقوا بالدكة واقتتلوا ، فغدر بغريب بعض من معه ، ونهبوا سواده وسواد الأجناد الجلالية ، فانهزم ، وتبعهم قرواش ورافع ، ثم كفوا عنه وعن أصحابه ، ولم يتعرضوا إلى حلته وما له فيها ، وحفظوا ذلك أجمع ، ثم إنهم تراسلوا واصطلحوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من الوفاق .