ذكر البيعة لولي العهد
في هذه السنة مرض ، وأرجف بموته ، فجلس جلوسا عاما وأذن للخاصة والعامة فوصلوا إليه ، فلما اجتمعوا قام الصاحب القادر بالله أبو الغنائم فقال : خدم مولانا أمير المؤمنين داعون له بإطالة البقاء ، وشاكرون لما بلغهم من نظره لهم وللمسلمين باختيار الأمير أبي جعفر لولاية العهد .
فقال الخليفة للناس : قد أذنا في العهد له ، وكان أراد أن يبايع له قبل ذلك ، فثناه عنه أبو الحسن بن حاجب النعمان . فلما عهد إليه ألقيت الستارة . وقعد أبو جعفر على السرير الذي كان قائما عليه ، وخدمه الحاضرون وهنأوه . وتقدم أبو الحسن بن حاجب النعمان فقبل يده وهنأه ، فقال : ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا يعرض له بإفساده رأي الخليفة فيه ، فأكب على تقبيل قدمه . وتعفير خده بين يديه والاعتذار . فقبل عذره ودعي له على المنابر يوم الجمعة [ ص: 741 ] لتسع بقين من جمادى الأولى .