ذكر عدة حوادث 
في هذه السنة استوزر  جلال الدولة  عميد الدولة أبا سعد بن عبد الرحيم   ، ( وهي الوزارة الخامسة ، وكان قبله ) في الوزارة   ابن ماكولا  ، ففارقها وسار إلى عكبرا  ، فرده  جلال الدولة  إلى الوزارة ، وعزل  أبا سعد     . فبقي أياما ، ثم فارقها إلى أوانا . 
وفيها استخلف   البساسيري  ، في حماية الجانب الغربي ببغداذ   لأن العيارين اشتد   [ ص: 765 ] أمرهم وعظم فسادهم ، وعجز عنهم نواب السلطان ، فاستعملوا   البساسيري  لكفايته ونهضته . 
  [ الوفيات ] 
وفيها توفي  أبو سنان غريب بن محمد بن مقن  في شهر ربيع الآخر  ، في كرخ سامرا  ، وكان يلقب  سيف الدولة  ، وكان قد ضرب دراهم سماها السيفية ، وقام بالأمر بعده ابنه  أبو الريان  ، وخلف خمسمائة ألف دينار وأمر فنودي : قد أحللت كل من لي عنده شيء فحللوني كذلك ، فحللوه ، وكان عمره سبعين سنة . 
وفيها توفي  بدران بن المقلد  ، وقصد ولده عمه  قرواشا  ، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين  ، وكان بنو نمير  قد طمعوا فيها وحصروها ، فسار إليهم  ابن بدران  فدفعهم عنها . 
وفيها توفي  أرمانوس  ملك الروم  ، وملك بعده رجل صيرفي ليس من بيت الملك ، وإنما بنت  قسطنطين  اختارته . 
  [ تابع عدة حوادث ] وفيها كثرت الزلازل بمصر  والشام   ، وكان أكثرها بالرملة  ، فإن أهلها فارقوا منازلهم عدة أيام ، وانهدم منها نحو ثلثها ، وهلك تحت الهدم خلق كثير . 
وفيها كان بإفريقية  مجاعة شديدة وغلاء . 
وفيها قبض  قرواش  على  البرجمي العيار  وغرقه ، وكان سبب ذلك أن  قرواشا  قبض على  ابن القلعي  عامل عكبرا  ، فحضر  البرجمي العيار  عند  قرواش  مخاطبا   [ ص: 766 ] في أمره لمودة بينهما ، فأخذه  قرواش  وقبض عليه ، فبذل مالا كثيرا ليطلقه ، فلم يفعل وغرقه ، وكان هذا  البرجمي  قد عظم شأنه وزاد شره ، وكبس عدة مخازن بالجانب الشرقي ، وكبس دار  المرتضى  ، ودار  ابن عديسة  ، وهي مجاورة دار الوزير ، وثار العامة بالخطيب يوم الجمعة ، وقالوا : إما أن تخطب  للبرجمي  ، وإلا فلا تخطب لسلطان ولا غيره ، وأهلك الناس ببغداذ  ، وحكاياته كثيرة ، وكان مع هذا فيه فتوة ، وله مروءة ، لم يعرض إلى امرأة ، ولا إلى من يستسلم إليه . 
وفيها هبت ريح سود بنصيبين  فقلعت من بساتينها كثيرا من الأشجار ، وكان في بعض البساتين قصر مبني بجص وآجر وكلس ، فقلعته من أصله . 
وفيها كثر الموت بالخوانيق في كثير من بلاد العراق  ، والشام  ، والموصل  ، وخوزستان  ، وغيرها حتى كانت الدار يسد بابها لموت أهلها . 
( وفيها ، في ذي القعدة ، انقض كوكب هال منظره الناس ، وبعده بليلتين انقض شهاب آخر أعظم منه كأنه البرق ملاصق الأرض ، وغلب على ضوء المشاعل ، ومكث طويلا حتى غاب أثره ) . 
  [ تابع الوفيات ] 
وفيها توفي  أبو العباس الأبيوردي   ، الفقيه الشافعي ، قاضي البصرة  ،  وأبو بكر   [ ص: 767 ] أحمد بن محمد ( بن غالب ) البرقاني  ، المحدث ، الإمام المشهور ، وكانت وفاته في رجب . 
والحسين بن عبد الله بن يحيى أبو علي البندنيجي الفقيه الشافعي  ، وهو من أصحاب   أبي حامد الإسفراييني .  
وعبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد أبو الفرج التميمي  الفقيه الحنبلي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					