[ ص: 793 ] 431
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة
في هذه السنة قلعة مسعود بن محمود بن سبكتكين بخراسان كانت بيد الغز ، وقتل فيها جماعة منهم ، وكانت بينه وبينهم وقعات أجلت عن فراقهم فتح الملك خراسان إلى البرية ، وقد ذكرناه سنة ثلاثين [ وأربعمائة ] .
ذكر ملك الملك أبي كاليجار البصرة
في هذه السنة سير الملك عساكره مع أبو كاليجار العادل أبي منصور بن مافنة إلى البصرة ، فملكها في صفر ، وكانت بيد الظهير أبي القاسم ، وقد ذكرنا أنه وليها بعد بختيار ، وأنه عصى على مرة ، وصار في طاعة أبي كاليجار جلال الدولة ، ثم فارق طاعته وعاد إلى طاعة الملك ، وكان يترك محاقته ومعارضته فيما يفعله ، ويضمن الظهير أن يحمل إلى أبي كاليجار كل سنة سبعين ألف دينار ، وكثرت أمواله ودامت أيامه وثبت قدمه وطار اسمه . أبي كاليجار
واتفق أنه تعرض إلى أملاك أبي الحسن بن أبي القاسم بن مكرم ، صاحب عمان ، وأمواله ، وكاتب أبو الحسن الملك ، وبذل له زيادة ثلاثين ألف دينار في ضمان أبا كاليجار البصرة كل سنة ، وجرى الحديث في قصد البصرة ، فصادف قلبا موغرا من الظهير ، فحصلت الإجابة ، وجهز الملك العساكر مع العادل أبي منصور فسار إليها وحصرها .
وسارت العساكر من عمان أيضا في البحر وحصرت البصرة وملكت ، وأخذ الظهير وقبض عليه ، وأخذ جميع ماله ، وقرر عليه مائة ألف وعشرة آلاف دينار [ ص: 794 ] يحملها في أحد عشر يوما ، بعد تسعين ألف دينار أخذت منه قبلها ، ووصل الملك إلى أبو كاليجار البصرة ، فأقام بها ثم عاد إلى الأهواز ، وجعل ولده عز الملوك فيها ، ومعه الوزير ، ولما سار أبو الفرج بن فسانجس عن أبو كاليجار البصرة أخذ معه الظهير إلى الأهواز .