ذكر عدة حوادث
في هذه السنة سار الملك الرحيم من بغداذ إلى خوزستان ، فلقيه من بها من الجند وأطاعوه ، وفيهم كرشاسف بن علاء الدولة الذي كان صاحب همذان وكنكور ، فإنه كان انتقل إلى الملك بعد أن استولى أبي كاليجار ينال على أعماله ، ولما مات سار الملك أبو كاليجار العزيز ابن الملك جلال الدولة إلى البصرة طمعا في ملكها ، [ ص: 73 ] فلقيه من بها من الجند وقاتلوه وهزموه ، فعاد عنها ، وكان قبل ذلك عند قرواش ثم عند ينال ، ولما سمع باستقامة الأمور للملك الرحيم انقطع أمله ، ولما سار الملك الرحيم عن بغداذ كثرت الفتن بها ، ودامت بين أهل باب الأزج والأساكفة ، ( وهم السنة ) فأحرقوا عقارا كثيرا .
وفيها سار سعدي بن أبي الشوك من حلة إلى دبيس بن مزيد بعد أن راسله وتوثق منه ، وتقرر بينهما أنه كل ما يملكه إبراهيم ينال سعدي مما ليس بيد ينال ونوابه فهو له ، فسار سعدي إلى الدسكرة ، وجرى بينه وبين من بها من عسكر بغداذ ( حرب انهزموا [ فيها ] منه ، وملكها وما يليها ، فسير إليها عسكر ثان من بغداذ ، فقتل مقدمهم وهزمهم ، وسار من الدسكرة وتوسط تلك الأعمال بالقرب من بعقوبا ، ونهب أصحابه البلاد ، وخطبوا لإبراهيم ينال .
وفيها كان وبين أخيه معتمد الدولة قرواش بن المقلد زعيم الدولة أبي كامل بن المقلد ، فانضاف ابتداء الوحشة بين قريش بن بدران بن المقلد إلى عمه قرواش ، وجمع جمعا ، وقاتل عمه أبا كامل فظفر ونصر وانهزم أبو كامل ، ولم يزل قريش يغري قرواشا بأخيه حتى تأكدت الوحشة ، وتفاقم الشر بينهما .
وفيها أبي العباس محمد بن القائم بأمر الله بولاية العهد ، ولقب ذخيرة الدين وولي عهد المسلمين . خطب للأمير
وفيها في رمضان قتل الأمير أقسنقر بهمذان ، قتله الباطنية لأنه كان كثير الغزو إليهم ، والقتل فيهم ، والنهب لأموالهم ، والتخريب لبلادهم ، فلما كان الآن قصد إنسانا من الزهاد ليزوره ، فوثب عليه جماعة من الإسماعيلية فقتلوه .
[ ص: 74 ] [ الوفيات ]
وفيها أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله ، وكان من الصالحين ورواة الحديث ، وأوصى أن يدفن بجوار توفي ، ومولده سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة . أحمد بن حنبل
وأبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز ، ومولده سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، روى عن أبي بكر الشافعي وغيره ، وتوفي في شوال ، وهو راوي الأحاديث المعروفة بالغيلانيات التي خرجها له ، وهي من أعلى الحديث وأحسنه . الدارقطني ، ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة . وعبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان أبو القاسم الواعظ ، المعروف بابن شاهين
وفيها كان الغلاء والوباء عاما في البلاد جميعها ، بمكة ، والعراق ، والموصل ، والجزيرة ، والشام ، ومصر ، وغيرها من البلاد .
وفيها قبض بمصر على الوزير فخر الملك صدقة بن يوسف وقتل ، وكان أول أمره يهوديا ، فأسلم واتصل ، وخدمه بالدزبري بالشام ، ثم خافه فعاد إلى مصر وخدم الجرجرائي الوزير ، وأنفق عليه ، فلما توفي الجرجرائي استوزره المستنصر إلى الآن ، ثم قتله واستوزر القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن اليازوري في ذي القعدة .