ذكر استيلاء  طغرلبك  على أذربيجان  وغزو الروم   
في هذه السنة سار  طغرلبك  إلى أذربيجان  ، فقصد تبريز  ، وصاحبها الأمير  أبو منصور  وهسوذان بن محمد الروادي  ، فأطاعه وخطب له وحمل إليه ما أرضاه به ، وأعطاه ولده رهينة ، فسار  طغرلبك  عنه إلى الأمير  أبي الأسوار  صاحب جنزة  ، فأطاعه أيضا وخطب له ، وكذلك سائر تلك النواحي أرسلوا إليه يبذلون الطاعة والخطبة . 
وانقادت العساكر إليه ، فأبقى بلادهم عليهم ، وأخذ رهائنهم ، وسار إلى أرمينية  ، وقصد ملازكرد  ، وهي للروم  ، فحصرها وضيق على أهلها ، ونهب ما جاورها من البلاد وأخربها ، وهي مدينة حصينة . فأرسل إليه   نصر الدولة بن مراون  صاحب ديار بكر  الهدايا الكثيرة والعساكر ، وقد كان خطب له قبل هذا الوقت وأطاعه ، وأثر السلطان  طغرلبك  في غزو الروم  آثارا عظيمة ، ونال منهم من النهب والقتل والأسر شيئا كثيرا . 
 [ ص: 117 ] وبلغ في غزوته هذه إلى أرزن الروم  ، وعاد إلى أذربيجان  لما هجم الشتاء من غير أن يملك ملازكرد  ، وأظهر أنه يقيم إلى أن ينقضي الشتاء ، ويعود يتم غزاته ، ثم توجه إلى الري  فأقام بها إلى أن دخلت سنة سبع وأربعين [ وأربعمائة ] ، وعاد نحو العراق  ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					