[ ص: 222 ] ذكر استيلاء  السلطان ألب أرسلان  على حلب     . 
في هذه السنة سار  السلطان ألب أرسلان  إلى حلب  ، وجعل طريقه على ديار بكر  ، فخرج إليه صاحبها ،  نصر بن مروان  ، وخدمه بمائة ألف دينار ، وحمل إليه إقامة عرف السلطان أنه قسطها على البلاد ، فأمر بردها . 
ووصل إلى آمد  فرآها ثغرا منيعا ، فتبرك به ، وجعل يمر يده على السور ويمسح بها صدره . 
وسار إلى الرها  فحصرها فلم يظفر منها بطائل ، فسار إلى حلب  وقد وصلها نقيب النقباء  أبو الفوارس طراد  بالرسالة القائمية ، والخلع ، فقال له  محمود  ، صاحب حلب    : أسألك الخروج إلى السلطان ، والاستعفاء لي من الحضور عنده ، فخرج نقيب النقباء ، وأخبر السلطان بأنه قد لبس الخلع القائمية وخطب فقال : أي شيء تساوي خطبتهم وهم يؤذنون : حي على خير العمل ؟ ولا بد من الحضور ، ودوس بساطي ، فامتنع  محمود  من ذلك . 
فاشتد الحصار على البلد ، وغلت الأسعار ، وعظم القتال ، وزحف السلطان يوما وقرب من البلد ، فوقع حجر منجنيق في فرسه ، فلما عظم الأمر على  محمود  خرج ليلا ، ومعه والدته منيعة بنت وثاب النميري  ، فدخلا على السلطان وقالت له : فافعل به ما تحب . فتلقاها بالجميل ، وخلع على  محمود  وأعاده إلى بلده ، فأنفذ إلى السلطان مالا جزيلا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					