[ ص: 72 ] ذكر ذرية نوح  عليه السلام  
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : وجعلنا ذريته هم الباقين  ، إنهم  سام  ،  وحام  ،  ويافث  وقال   وهب بن منبه     : إن  سام بن نوح   أبو العرب  ، وفارس  ، والروم  ،  وإن  حاما  أبو السودان  ، وإن  يافث  أبو الترك  ويأجوج  ومأجوج    .  وقيل إن القبط من ولد  قوط بن حام  ، وإنما كان السواد من نسل  حام  لأن نوحا  نام فانكشفت سوءته فرآها  حام  فلم يغطها ورآها  سام  ويافث  فألقيا عليها ثوبا ، فلما استيقظ علم ما صنع  حام  ، وإخوته فدعا عليهم . 
قال   ابن إسحاق     : فكانت امرأة  سام بن نوح   صلب ابنة  بتاويل بن محويل بن حانوخ بن قين بن آدم  فولدت له نفرا :  أرفخشذ  ،  وأسود  ،  ولاود  ،  وإرم     . قال : ولا أدري أإرم لأم  أرفخشذ  وإخوته أم لا ؟ فمن ولد  لاود بن سام  فارس  ، وجرجان  ، وطسم  ، وعمليق  ، وهو أبو العماليق ، ومنهم كانت الجبابرة بالشام  الذين يقال لهم الكنعانيون  ، والفراعنة  بمصر  ، وكان أهل البحرين   ، وعمان  منهم ويسمون جاشم . وكان منهم بنو أميم بن لاود  أهل وبار بأرض الرمل ، وهي بين اليمامة  والشحر  ، وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية ، وهم الذين يقال لهم النسناس ، وكان طسم ساكني اليمامة  إلى البحرين  ، فكانت طسم  ، والعماليق   [ ص: 73 ] وأميم  ، وجاشم  قوما عربا لسانهم عربي ، ولحقت عبيل  بيثرب  قبل أن تبنى . ولحقت العماليق  بصنعاء  قبل أن تسمى صنعاء    . وانحدر بعضهم إلى يثرب  فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة  ، فأقبل سيل فاجتحفهم ، أي أهلكهم ، فسميت الجحفة    . 
قال : وولد  إرم بن سام  عوضا  وغاثرا  وحويلا   ، فولد  عوض  غاثرا  ،  وعادا  ،  وعبيلا  ، وولد  غاثر بن إرم  ثمود  وجديسا  ، وكانوا عربا يتكلمون بهذا اللسان المضري . وكانت العرب  تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة . ويقولون لبني إسماعيل  العرب المعربة ، لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أظهرهم . فكانت عاد بهذا الرمل إلى حضرموت    . وكانت ثمود  بالحجر  بين الحجاز  والشام  إلى وادي القرى    . ولحقت جديس  بطسم  ، وكانوا معهم باليمامة  إلى البحرين  ، واسم اليمامة  إذ ذاك جو    . وسكنت جاشم  عمان    . 
والنبط  من ولد  نبيط بن ماش بن إرم بن سام     . والفرس  بنو  فارس بن تيرش بن ماسور بن سام     . 
قال : وولد  لأرفخشذ بن سام  ابنه  قينان  ، كان ساحرا ، وولد  لقينان  شالخ بن أرفخشذ  من غير ذكر  قينان  لما ذكر من سحره . وولد  لشالخ  غابر  ،  ولغابر  فالغ  ، ومعناه القاسم ، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه ،  وقحطان بن غابر ،  فولد  لقحطان  يعرب  ويقظان  ، فنزلا اليمن  ، وكان أول من سكن اليمن  ، وأول من سلم عليه بـ أبيت اللعن . وولد  لفالغ بن غابر  أرغو  ، وولد  لأرغو  ساروغ  ، وولد  لساروغ  ناخور  ، وولد   [ ص: 74 ] لناخور  تارخ  ، واسمه بالعربية  آزر     . وولد  لآزر  إبراهيم  ، عليه السلام . وولد  لأرفخشذ  أيضا  نمرود  ، وقيل هو  نمرود بن كوش بن حام بن نوح      . 
قال   هشام بن الكلبي     : السند  ، والهند  بنو  توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح   ، وجرهم  من ولد  يقطن بن غابر     .  وحضرموت بن يقطن  ،  ويقطن  هو قحطان في قول من نسبه إلى غير إسماعيل    . 
والبربر  من ولد  ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح   ، ما خلا صنهاجة  وكتامة  ، فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبإ    . 
وأما  يافث  فمن ولده  جامر   ،  وموعع  ،  ومورك  ،  وبوان  ،  وفوبا  ،  وماشج  ،  وتيرش  ، فمن ولد  جامر  ملوك فارس  في قول ، ومن ولد  تيرش  الترك  ، والخزر  ، ومن ولد  ماشج  الأشبان  ، ومن ولد  موعع  يأجوج  ومأجوج  ، ومن ولد  بوان  الصقالبة  وبرجان    . والأشبان  كانوا في القديم بأرض الروم  قبل أن يقع بها من وقع من ولد  العيص بن إسحاق  وغيرهم . وقصد كل فريق من هؤلاء الثلاثة  سام  ،  وحام  ،  ويافث  أرضا فسكنوها ودفعوا غيرهم عنها . 
ومن ولد  يافث  الروم  ، وهم بنو  لنطى بن يونان بن يافث بن نوح      . 
وأما  حام  فولد له  كوش  ،  ومصرايم  ،  وقوط  ،  وكنعان   ، فمن ولد  كوش  نمرود بن كوش  ،   [ ص: 75 ] وقيل : هو من ولد  سام  ، وصارت بقية ولد  حام  بالسواحل من النوبة  ، والحبشة  ، والزنج ، ويقال : إن مصرايم ولد القبط والبربر . 
وأما قوط فقيل إنه سار إلى الهند  ، والسند  فنزلها وأهلها من ولده . 
وأما الكنعانيون  فلحق بعضهم بالشام  ، ثم جاءت بنو إسرائيل  فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام  لبني إسرائيل    . ثم وثبت الروم  على بني إسرائيل  فأجلوهم عن الشام  إلى العراق  إلا قليلا منهم . 
ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام    . وكان يقال لعاد  عاد إرم  ، فلما هلكوا قيل لثمود  ثمود إرم  قال : وزعم أهل التوراة  أن  أرفخشذ  ولد  لسام  بعد أن مضى من عمر  سام  مائة سنة وسنتان ، وكان جميع عمر  سام  ستمائة سنة . 
ثم ولد  لأرفخشذ  قينان  بعد أن مضى من عمر  أرفخشذ  خمس وثلاثون سنة ، وكان عمره أربعمائة وثمانيا وثلاثين سنة . ثم ولد  لقينان  شالخ  بعد أن مضى من عمره تسع وثلاثون سنة ، ولم تذكر مدة عمر  قينان  في الكتب لما ذكرنا من سحره . ثم ولد  لشالخ  غابر  بعدما مضى من عمره ثلاثون سنة ، وكان عمره كله أربعمائة وثلاثا وثلاثين سنة . ثم ولد  لغابر  فالغ  ، وأخوه  قحطان  ، وكان مولد  فالغ  بعد الطوفان بمائة وأربعين سنة ، وكان عمره أربعمائة وأربعا وسبعين سنة . ثم ولد  لفالغ  أرغو بعد ثلاثين سنة من عمر  فالغ  ، وكان عمره مائتين وتسعا وثلاثين سنة . وولد  لأرغو  ساروغ  بعدما مضى من عمره اثنتان وثلاثون سنة ، وكان عمره مائتين وتسعا وثلاثين سنة ، وولد  لساروغ  ناخور  بعد ثلاثين سنة من عمره ، وكان عمره كله مائتين وثلاثين سنة . ثم ولد  لناخور  تارخ  أبو إبراهيم   [ ص: 76 ] بعدما مضى من عمره سبع وعشرون سنة ، وكان عمره كله مائتين وثمانيا وأربعين سنة . وولد  لتارخ     - وهو  آزر     - إبراهيم  عليه السلام . وكان بين الطوفان ومولد إبراهيم  ألف سنة ومائتا سنة وثلاث وستون سنة ، وذلك بعد خلق آدم  بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة وسبع وثلاثين سنة . 
وولد  لقحطان بن غابر  يعرب  ، فولد  ليعرب  يشجب  ، فولد  يشجب  سبأ  ، فولد  سبأ  حمير  ،  وكهلان  ،  وعمرا  ،  والأشعر  ،  وأنمار  ،  ومرا  ، فولد  عمرو بن سبإ  عديا  ، وولد  عدي  لخما  ،  وجذاما     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					